في خطوة جديدة تكشف عن تصاعد الصراع بين الإعلاميين المقربين من النظام المصري ورجال الأعمال الذين استفادوا من الحقبة الحالية، شن الإعلامي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب الأسبق، هجوما حادا على رجل الأعمال نجيب ساويرس. 

جاء ذلك بعد تصريحات مثيرة للجدل أطلقها ساويرس، انتقد فيها تدخل الجيش في النشاط الاقتصادي بشكل واسع، متهما إياه بمنافسة القطاع الخاص، وهو ما أثار ردود فعل عنيفة من شخصيات محسوبة على النظام.

الهجوم الحاد واتهامات الاستفادة: بكري يتصدر المشهد

بدأ بكري هجومه عبر منصاته الإعلامية، موجهًا انتقادات لاذعة لساويرس، قائلا: “من العيب أن تتحدث عن جيش بلدك بهذه الطريقة، وأنت تعرف أن هذا الجيش العظيم هو الذي أنقذ البلاد، وهو الذي يحمي الأمن القومي المصري”.

 وأكد أن الدور التنموي الذي اضطلعت به القوات المسلحة أسهم في بناء مصر الحديثة، مشيرا إلى أنها أصبحت نموذجًا يُحتذى به في البنية التحتية والمشروعات القومية.

لكن الهجوم لم يتوقف عند هذا الحد، بل اتخذ منحى أكثر حدة عندما اتهم بكري عائلة ساويرس بالاستفادة المباشرة من مشروعات الجيش، قائلا إن “شركة أوراسكوم المملوكة لأسرتك حققت في سبع سنوات أرباحًا ضخمة بعد أن حصلت وحدها على مشروعات قدّرت قيمتها بـ75 مليار جنيه”. 

وأضاف أن الجيش لا ينافس القطاع الخاص كما يدعي ساويرس، بل يتيح له فرص المشاركة في المشروعات الكبرى، مؤكدا أن هناك أكثر من 4500 شركة قطاع خاص تتعاون مع القوات المسلحة في تنفيذ المشروعات.

خطاب التخوين والاستعداء: بكري يربط ساويرس بالإخوان والإعلام الأجنبي

ومع تصاعد الهجوم، لجأ بكري إلى استخدام خطاب التخوين، متهما ساويرس بتبني خطاب معادٍ للدولة مشابه لما يُروَّج في الخارج، قائلا “هذا الكلام يأتي في إطار الحملة الصهيونية ضد الجيش، وأيضًا حملة زوجة المرشح السابق أحمد الطنطاوي، بريطانية الجنسية”.

 وأضاف أن تصريحات ساويرس “متماهية مع خطاب الجماعات الإرهابية”، متهما إياه بالترويج لنفس ادعاءات جماعة الإخوان المسلمين.

لم يكتفِ بكري بذلك، بل حرّض بشكل مباشر على ساويرس، متسائلا: “إلى من يعنيهم الأمر – إلى متى سيُترك هذا الشخص يتعمد الإساءة إلى جيش الوطن، درعه وسيفه؟!”.

 وهو ما أثار تساؤلات حول احتمالية اتخاذ إجراءات قانونية أو أمنية بحق رجل الأعمال الشهير.

صراع التورتة: هل بدأت مرحلة “تصفية الحسابات” بين رجال السيسي؟

يأتي هذا الصراع العلني بين بكري وساويرس كجزء من صراع أوسع بين الإعلاميين المقربين من النظام ورجال الأعمال المستفيدين من سياسات النظام نفسه. 

فبينما يدافع بكري عن الجيش ودوره في الاقتصاد، يشير هجومه على ساويرس إلى وجود صراع داخلي على “التورتة” الاقتصادية، حيث يسعى كل طرف للحصول على النصيب الأكبر من المشاريع والامتيازات.

ورغم أن ساويرس نفسه يعد من أكبر المستفيدين من عقود المشروعات الكبرى التي يشرف عليها الجيش، فإن انتقاداته الأخيرة تشير إلى حالة من السخط المتزايد لدى بعض رجال الأعمال الذين يرون أن الجيش يسيطر على الحصة الأكبر من السوق، مما يحد من فرصهم في النمو.

وفي ظل غياب أي رد مباشر من ساويرس على هجوم بكري حتى الآن، يبقى التساؤل: هل سنشهد ردًا مماثلًا من رجل الأعمال، أم أنه سيفضل الصمت لتجنب المواجهة المباشرة مع شخصيات إعلامية محسوبة على النظام؟ وهل سيتدخل النظام لاحتواء هذا الصراع الداخلي، أم أن الأمور ستتفاقم لتكشف عن انقسامات أعمق في صفوف داعمي السيسي؟

يبقى المشهد مفتوحًا على احتمالات عديدة، لكن المؤكد أن الصراع بين إعلاميي النظام ورجال أعماله يعكس توترات حقيقية داخل دائرة المصالح التي تدير الاقتصاد المصري.

اقرأ أيضا : ساويرس يهاجم هيمنة الجيش المصري على الاقتصاد ويقارنها بتجربة تركيا الدفاعية