قالت صحيفة الأخبار اللبنانية، إنها اطلعت على وثيقة سرية، تكشف جانبا مما نقله المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، تيموثي ليندركينغ، لدول خليجية أبرزها السعودية والإمارات بشأن الحرب مع الحوثيين، وأبرز ما فيها رغبة ولي عهد السعودية محمد بن سلمان “الخروج بكرامة من اليمن”.

وأشارت إلى أن الوثيقة تتعلق بالفترة التي أعقبت فوز جو بايدن بالرئاسة الأمريكية، وأبرز ما قاله لمستضيفيه، هو أن الإدارة وضعت اليمن أولوية لها، وتريد العمل على المسارين السياسي والإنساني.

وقالت إن الأهم أن ليندركينغ قد تلمّس وجود “إرادة جادة لدى الجانب السعودي لإنهاء الحرب في اليمن”، ويستشهد على ذلك بسرد مضمون اتصال جرى بين ابن سلمان ووزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قبل الجولة، أسر له فيه الأمير السعودي بأهمية إنهاء الحرب، مستخدماً عبارة leave with dignit، أي أنه يرغب بالخروج منها بكرامة.

وأضافت: “يعقب المبعوث الأمريكي بالقول: أكدنا للمسؤولين السعوديين، وأعتقد أنهم يعون ذلك، ضرورة عدم مغادرة اليمن تماماً وأهمية أن يبقوا منخرطين في التعامل مع الأوضاع المختلفة المرتبطة بالنزاع اليمني، على غرار ما كان الوضع قبل الحرب”.

وقالت الصحيفة: “هناك دلالة على وجود استعجال أمريكي لانتزاع وقف إطلاق نار، ولا يغفل ليندركينغ تقديم تطمينات للسعوديين بعدم إهمال النتائج: نحن ندرك جميعاً أن أزمة اليمن لن تنتهي بوقف إطلاق النار، لكننا لسنا مستعدين لانتظار فرصة أخرى، ونرغب بشدة في البدء بالعملية السياسية وصولاً إلى تشكيل حكومة انتقالية في اليمن”.

ولفتت إلى أن المبعوث الأمريكي يتحدث عن مصلحة ولي العهد في عدم استمرار الحرب، بالقول: “ندرك بأن ولي العهد السعودي يرغب بالتركيز على رؤيته لمستقبل المملكة 2030، وبأن استمرار الحرب في اليمن يقوض هذه الرؤية ويستنزف الإمكانات والأموال ويمس بسمعة المملكة في الخارج. ومع ذلك، نتساءل عما إذا كان الحوثيون مستعدين لتقديم تنازلات. ونحن نتابع بقلق هجماتهم المتزايدة على أهداف داخل المملكة بهدف تحسين موقفهم التفاوضي على الأرجح”.

وقالت الصحيفة إن ليندركينغ، بحسب الوثيقة، نقل التطورات إلى الجانب العُماني. وفي مسقط، جرى لقاء ثلاثي جمعه مع وزير الخارجية العماني، ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان. واللافت أن المبعوث الأمريكي يعلق على هذا الاجتماع بملاحظته تحولا لدى سلطنة عمان، عبر القول: “من الجدير التنويه بأنه للمرة الأولى لاحظنا تحولاً إيجابياً خاصاً لدى الجانب العماني للتحرك باتجاه وضع نهاية للحرب في اليمن، مع الإشارة إلى أنهم في السابق كانوا أقل اهتماماً وفضّلوا المتابعة من بعيد”.

وكانت السعودية قد بدأت عملية عسكرية في اليمن منذ عام 2015 تحت شعار عاصفة الحزم والتي تحول اسمها لاحقًا لعملية إعادة الأمل، بوجود أكثر من دولة حليفة عربية، باسم التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، والذي يهدف إلى دعم حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ضد جماعة الحوثي، المسيطرة على صنعاء، عاصمة البلاد.