قال الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال حملته الانتخابية عن المملكة العربية السعودية أنها دولة منبوذة نظراً لملفها السيء في مجال حقوق الإنسان خاصة بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في مدينة اسطنبول التركية.
وعلى الرغم من نفي ولي العهد وإعلامه عن علاقته بالجريمة البشعة إلا أن تقريراً صادر عن المخابرات الأمريكية أكد صلة محمد بن سلمان الذي أمر بقتل خاشقجي وتقطيع أوصاله، لذلك وعد الرئيس بايدن بمحاسبته هو وبلاده.
لكن ما حدث كان مغيراً لقول بايدن الذي اضطرته الحرب التي شنتها روسيا على الأراضي الأوكرانية إلى الرجوع إلى الوراء قليلاً في حدته على المملكة ومسؤوليها، فقد تسبب هذا الغزو في أزمات عالمية كبرى منها الغذاء والطاقة.
وتعتبر الدولة الخليجية الغنية بالنفط أحد أهم مصدري النفط في العالم لذلك فقد ذهب الرئيس الأمريكي إلى السعودية ووضع قبضته بقبضة ولي العهد الملطخة بدماء المعارضين من أجل ذلك الملف.
وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فقد قررت منظمة أوبك+ يوم الأربعاء الماضي خفض إنتاج النفط على عكس رغبة الرئيس الأمريكي ليعلن ولي العهد الحاكم الفعلي للمملكة تحديه للرئيس الأمريكي بشكل مباشر.. فهل تلك القرارات تنم على جرأة ولي العهد أم أنها لعبة كبرى من الرئيس الروسي بوتين وما محمد بن سلمان إلا منفذ لتعليماته؟!.
ردود أفعال غاضبة
تعالت الأصوات الغاضبة بالولايات المتحدة الأمريكية جراء القرار الذي اتخذته السعودية بخفض إنتاج النفط والذي يتزامن مع ازمة طاحنة جراء الحرب الروسية الأوكرانية، كما أن الرئيس الأمريكي بصدد انتخابات قريبة وقد تتقلص فرص حزبه في الفوز بها جراء تلك القرارات التي تؤثر بالسلب على الشارع الأمريكي.
فقد طالب البعض برفع الحماية عن السعودية التي تخشى جارتها إيران والميليشيات التي تحركها والبعض الآخر طالب بسحب القوات الأمريكية من المملكة، لكن عدد من النواب الجمهوريين توجهوا إلى تفعيل ” نوبك”.
مشروع قانون نوبك يمنع التكتلات الاحتكارية لانتاج وتصدير النفط وقد أعطى كبار أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي قوة دافعة للمشروع بعد إعلان أوبك خفض إنتاج النفط.
وفي حالة تفعيله يجب أن يمرر القانون من مجلسي الكونغرس ويوقعه الرئيس الأمريكي وسيعطي المدعي العام الأمريكي خيار مقاضاة الدول الأعضاء أمام محكمة سيادية ومن ثم سحب الحصانة السيادية منها بسبب احتكارها للنفط.
بوتين المحرك الرئيسي
قد تختلف ردود الأفعال الغاضبة ولكنها جميعاً تنم على أن الرئيس الأمريكي يمكنه لي ذراع المملكة وملكها المستقبلي من خلال إمضاء أي قرار منهم سواء بسحب قواته أو بمعاقبته على جرائمه أو حتى بتفعيل قانون نوبك.
ولا يقوى الأمير الشاب أن يقوم قوة أمريكة الهائلة ولا سيما أنه قد هزم من مجرد ميليشيا وهي قوات الحوثي في اليمن، لكن على ما يبدو أن ولي العهد يختبئ خلف قوة الكرملين ويحتمي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي بات يقرر للمملكة ويتحكم في مصيرها وما محمد بن سلمان إلا مجرد آلة تنفذ أوامره.
اقرأ أيضاً : ناصر القرني.. هرب من جحيم بن سلمان ليبدأ رحلة الدفاع عن والده
اضف تعليقا