قال تقرير لصحيفة “ذا غارديان” البريطانية إن السعودية تعوّل على على عودة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، للرئاسة مجددًا، وذلك بسبب رفضها دعم جهود الولايات المتحدة لمعاقبة روسيا على اجتياحها أوكرانيا، ومن خلال ضخّ 2 مليار دولار في صندوق استثماري يعود لصهر ترامب، كوشنر.

وقال التقرير إنه في إطار مساعي إدارة بايدن لإقناع الرياض برفع إنتاجها من النفط من أجل خفض أسعاره بما لا يقل عن 30 بالمائة للضغط على روسيا، إلا أنها مازالت تحمي أمن المملكة.

وكشفت الصحيفة أن وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، رفض استقبال مكالمة من الرئيس الأميركي، جون بايدن، الشهر الماضي، في إشارة منه إلى الامتعاض من القيود التي تفرضها إدارته على مبيعات الأسلحة للمملكة، وكذلك رد الفعل غير كافٍ إزاء الهجمات التي ينفذها الحوثيون على السعودية، ورفض بايدن السابق لقاء محمد بن سلمان بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وبحسب الصحيفة، فإنه بالنظر إلى كل هذه العوامل، يرسل ولي العهد السعودي إشارات تصب في خانة مراهنته على وصول ترامب إلى البيت الأبيض في عام 2024، وعودة العلاقات بين الرياض وواشنطن إلى سابق عهدها خلال ولاية الرئيس السابق.

وأشارت الصحيفة بأن هناك أصواتاً تنادي بفتح تحقيق بخصوص الاستثمار الضخم الذي قامت به السعودية في الصندوق الاستثماري “افينيتي بارتنرز” الذي أنشأه كوشنر بعد أشهر من مغادرته البيت الأبيض وتركه منصبه كمستشار خاص لدى ترامب.

وأضاف التقرير أن بن سلمان لم يلقِ بالاً للتحذيرات بشأن مخاطر الاستثمار في “افينيتي بارتنرز”، بما أن الصندوق منشأ حديثاً، وبالنظر إلى سجل كوشنر غير الجيد في مجال الاستثمارات العقارية.

ويقول بروس ريدل، الموظف السابق بوكالة الاستخبارات الأميركية “سي آي ايه” الذي يدير حالياً مشروع الاستخبارات في مؤسسة “بروكينجز”: “كل ذلك يتلخص في أمر جد بسيط. السعوديون (أي محمد بن سلمان) اختاروا ترامب على بايدن، وهم متمسكون برهانهم”.

ويتابع: “هذا الأمر لا يثير الاستغراب. فترامب منحهم كل ما يريدونه: دعم كامل في اليمن، ومساعدة في قضية اغتيال جمال خاشقجي، وكل شيء كانوا يرغبون في الحصول عليه من الولايات المتحدة”.

بينما قال جون جينكينز، السفير البريطاني السابق: “أتوقع أن ولي العهد يراهن على تحقيق الجمهوريين مكاسب انتخابية كبيرة خلال دورة التجديد النصفي، وبعدها الظفر بالمنصب الرئاسي مع ترامب أو دونه”.

وأضاف: “إنه (بن سلمان) يعتقد على الأرجح أن بايدن ضعيف سياسياً، وبالتالي يمكنه عدم الاكتراث لإثارة امتعاضه. هذا الأمر يرسل إشارة، ليس فحسب للديمقراطيين، بل أيضاً للحزب الجمهوري. وبالنظر للنقاشات الحامية بالدوائر السياسية بواشنطن حول هذه الأمور، فإن ذلك يؤتي أُكله”.

من جانب آخر، أشارت “ذا غارديان” إلى أن العديد من المراقبين يرون أنّ من المستبعد جداً إقناع بن سلمان بتغيير موقفه، سواء بالإغراءات أو بالتهديدات، بما أن أسعار النفط المرتفعة ترفع مداخيل ميزانية بلاده، في انتظار وصول إدارة أميركية يستطيع التعاطي معها بسلاسة.

 

اقرأ أيضًا: تقرير: بن سلمان يهدد بتوطيد العلاقات مع روسيا والصين عقاباً لبايدن