يتصدر اتفاق التطبيع المحتمل بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وما يمكن أن تعنيه تلك المفاوضات بالنسبة للفلسطينيين، أجندة الأخبار في الشرق الأوسط بعد أن أشارت الدولتان والولايات المتحدة إلى إحراز تقدم في هذا الشأن على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وفي مقابلة نادرة مع وسائل الإعلام الغربية، قال ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي للمملكة محمد بن سلمان لشبكة فوكس نيوز يوم الأربعاء، إن المحادثات الجارية مع إسرائيل تعني أن احتمال تطبيع العلاقات “يقترب أكثر كل يوم”.
وردا على سؤال حول ما يتطلبه الأمر لإقامة علاقات رسمية مع الدولة اليهودية – وهو أمر كان من المحرمات سابقا في العالم العربي – قال بن سلمان “بالنسبة لنا، القضية الفلسطينية مهمة للغاية… نحن بحاجة إلى حل هذا الجزء”.
تحت رعاية إدارة بايدن، التي تسعى لتحقيق إنجاز كبير في السياسة الخارجية قبل انتخابات العام المقبل، تستخدم الرياض ورقة تطبيع العلاقات مع إسرائيل من أجل عقد اتفاق دفاع رسمي مع الولايات المتحدة والمساعدة في تطوير برنامج نووي مدني.
أصبحت إسرائيل أقرب إلى عدد من دول الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة تحت حجة “المخاوف المشتركة بشأن إيران”، ومنذ عام 2020، وفي اتفاقيات توسطت فيها إدارة دونالد ترامب، وافقت الإمارات والبحرين والمغرب والسودان على تطبيع العلاقات على الرغم من الاحتلال المستمر للأراضي الفلسطينية، والذي لا توجد أي إشارة على انتهائه قريبًا.
من ناحيتها، تمسكت المملكة العربية السعودية، المحور الجيوسياسي للعالم الإسلامي السني، برفض الاعتراف بإسرائيل إلى أن يتم حل الصراع مع الفلسطينيين، كان هذا قبل أن تأخذ مفاوضات “تطبيع العلاقات” منحنى أكثر سرعة وتطور على مدار الأشهر الأخيرة.
جاءت تصريحات ولي العهد بعد وقت قصير من لقاء بين جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أعرب الزعيمان عن تفاؤلهما بشأن مثل هذه الصفقة.
حول ذلك، علق مكتب نتنياهو قائلًا إن الاجتماع “تناول سبل إقامة اتفاق سلام تاريخي بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، والذي يمكن أن يدفع بشكل كبير إلى إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وتسهيل إنشاء ممر اقتصادي لربط آسيا والشرق الأوسط وأوروبا”.
وقال البيت الأبيض إن الزعيمين “تشاورا بشأن التقدم نحو إنشاء منطقة شرق أوسط أكثر تكاملا وازدهارا وسلاما، بما في ذلك من خلال الجهود المبذولة لتعميق وتوسيع التطبيع مع دول المنطقة”.
وفي يوم الخميس، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، لإذاعة الجيش في البلاد، إن العلاقات مع الرياض يمكن أن تنشأ بحلول الربع الأول من عام 2024، وهو وقت كافٍ للتصديق على مثل هذه الصفقة من قبل كل من الكونجرس الأمريكي ومجلس الشيوخ قبل الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في نوفمبر/تشرين الثاني.
وذكرت إذاعة الجيش أيضا أن نتنياهو طلب من وزارة الدفاع استكشاف السبل التي يمكن من خلالها أن يؤثر تخصيب الرياض لليورانيوم على العلاقة الناشئة بين البلدين.
ولا تزال الرياض وتل أبيب تواجهان العديد من العقبات في إقامة علاقات رسمية، فالضفة الغربية المحتلة غارقة في أسوأ أعمال عنف منذ 20 عامًا، والسلطة الفلسطينية الفاسدة لا تحظى بشعبية كبيرة لدى الجمهور الفلسطيني.
كما أن أي تقديم أي تنازلات للفلسطينيين غير مستساغة على الإطلاق بالنسبة لشركاء نتنياهو في الائتلاف اليميني المتطرف، الذين تعهدوا بضم الضفة الغربية بأكملها.
منذ توليه منصبه في عام 2021، اضطر بايدن إلى إعادة التعامل مع المملكة العربية السعودية بعد أن وصف المملكة بأنه سيجعلها “منبوذة عالميًا” بسبب مقتل الصحفي جمال خاشقجي في عام 2018، لكن الغزو الروسي لأوكرانيا تسبب في دخول أسواق النفط العالمية في حالة من الفوضى، ما جعل بايدن يتنازل عن تعهداته ويعيد التواصل مع السعودية بشكل عام وبن سلمان بشكل خاص من أجل الحصول على كمية وافرة من النفط بأسعار معقولة.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا