حذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من تكرار مجزرة المسجد الإبراهيمي وتنفيذ مخططات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى.

وأكد المرصد في بيان الجمعة بمناسبة الذكرى الـ28 لمجزرة الحرم الإبراهيمي، تأكيده أن المسجد الإبراهيمي بكامل مساحته هو وقف إسلامي خالص، وأن الاحتلال الإسرائيلي له، مهما طال زمنه ومهما بلغ بطشه، لن يغير من تلك الحقيقة شيئا. 

كما دعا المرصد وسائل الإعلام العالمية إلى تسليط الضوء على الإرهاب الإسرائيلي، وفضح مخططاته الخبيثة الرامية إلى طمس التراث الديني والثقافي للفلسطينيين؛ من أجل فرض سياسة الأمر الواقع والتقسيم الزماني والمكاني للمقدسات الإسلامية.

وحذر المرصد من خطورة نهج الاحتلال الإسرائيلي الخبيث وتكراره في المسجد الأقصى المبارك، عبر استغلال اقتحامات المستوطنين، وخاصة في الأعياد الإسرائيلية التي تتقاطع مع أعياد المسلمين، كذريعة لتكرار ما حدث في المسجد الإبراهيمي وتقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا، في ظل المحاولات الحالية لتطويق المسجد الأقصى عبر تهجير سكان الأحياء المقدسية المحيطة به، وعلى رأسها حي الشيخ جراح، لافتا إلى أن سلطات الاحتلال تواصل دعمها لإرهاب المستوطنين ضد الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية.

وقال مرصد الأزهر: “تحل غدا الجمعة الذكرى الـ28 لمجزرة الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل الفلسطينية المحتلة، التي تعدّ واحدة من أبشع المجازر في الذاكرة الفلسطينية، وتشهد على إرهاب الاحتلال الإسرائيلي وبشاعة جرائمه “، مشيرا إلى أنه في فجر يوم الجمعة، 15 من شهر رمضان المعظم الموافق 25 شباط/فبراير 1994م، تسلل المستوطن الإرهابي “باروخ جولدشتاين” وفتح نيران سلاحه نحو المصلين في أثناء سجودهم، ما أدى إلى استشهاد 29 فلسطينيا وإصابة آخرين، ثم قتله المصلون بعدها قبل أن يهرب بجريمته الشنعاء.

وأضاف مرصد الأزهر أن هذه المجزرة شهدت تواطؤا فجّا من قبل جنود الاحتلال الموجودين في محيط الحرم الإبراهيمي؛ فعند تنفيذ المجزرة قام الجنود بإغلاق أبواب المسجد لمنع المصلين من الخروج وإنقاذ أنفسهم من رصاص المستوطن الإرهابي، كما منعوا القادمين من الخارج وسيارات الإسعاف من الوصول إلى المسجد لإنقاذ المصابين، في تصرف يتجلى فيه ما يعانيه أبناء الشعب الفلسطيني تحت نير احتلال لا يعرف للإنسانية سبيلا. في حين استشهد في وقت لاحق 21 فلسطينيا خارج المسجد وفي أثناء تشييع جنازات الشهداء، ليبلغ العدد الإجمالي للشهداء 50 شهيدا.

وتابع مرصد الأزهر: “لقد وجدت سلطات الاحتلال في هذه المجزرة ذريعة لتحقيق مأربها الخبيث؛ فقامت باستغلالها لتقسيم المسجد الإبراهيمي زمانيا ومكانيا، مما أسفر عن السيطرة على نحو 60% من مساحة المسجد، إضافة إلى العديد من الانتهاكات التي يتعرض لها بشكل مستمر، مثل: منع رفع الأذان، ورفض أي أعمال ترميم، وتفريغ المسجد بالكامل من المصلين المسلمين في الأعياد الإسرائيلية، وفتح أبوابه أمام عربدة المستوطنين وطقوسهم التي لا تتناسب وقدسية المكان. ومازال الحرم الإبراهيمي يعاني من تبعات هذه المجزرة حتى يومنا الحالي وسط صمت دولي.

وتأتي هذه الحادثة الإرهابية كنتاج طبيعي للفكر الإسرائيلي المتطرف الذي يحرّض على التطهير العرقي بحق الفلسطينيين، إذ قوبلت تلك المجزرة باحتفاء واسع من قبل اليمينيين المتطرفين ووسائل الإعلام اليمينية داخل الكيان الإسرائيلي، إلى حد وصف الإرهابي منفذ المجزرة بـ”البطل”.

وأكد مرصد الأزهر من خلال متابعته لمجريات الأمور بالأراضي الفلسطينية المحتلة، أن هذا الفكر الإرهابي ما يزال موجودا بقوة، بل إن معتنقيه يتولّون مقاليد الحكم داخل هذا الكيان الغاصب؛ إذ نجد عضوا للكنيست الحالي – والمعروف بتشدده واقتحامه المستمر لساحات الأقصى، ودفاعه عن المستوطنين المتورطين بهجمات دامية راح ضحيتها فلسطينيون – يفتخر بهذا الإرهابي ويضع صورته في مدخل بيته، ويصفه بأن “بطل قومي يخدم التوراة والرب”.

وأضاف مرصد الأزهر: “أما سلطات الاحتلال، فقد قدمت دعما لإرهاب المستوطنين، الذي يتم من خلال البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية، خاصة في الأحياء والأماكن المجاورة للمقدسات الإسلامية المهمة؛ لتسهيل تطويقها ومن ثم الاستيلاء عليها. والسماح للمستوطنين بحيازة الأسلحة، وتوفير الحماية الكاملة لهم في أثناء تنفيذ هجماتهم الإرهابية، والغطاء القضائي بعد التنفيذ؛ ما يضمن لهم عدم المحاسبة أو العقاب على جرائمهم”.