في مشهد يعكس استمرار التلاعب الإسرائيلي بأمن المنطقة، أعلنت إسرائيل عن اتفاقية عسكرية وأمنية جديدة مع إثيوبيا، في خطوة تكشف عن أبعاد استراتيجية تهدد الأمن القومي المصري بشكل مباشر، خاصة في ظل التوترات المستمرة حول سد النهضة.
تحالف تل أبيب وأديس أبابا.. أجندة خفية؟
التعاون الإسرائيلي-الإثيوبي ليس جديدًا، لكنه يأخذ أبعادًا أكثر خطورة في ظل التحولات الإقليمية. تدرك إسرائيل أن إثيوبيا تلعب دورًا محوريًا في ملف مياه النيل، ولذلك تسعى إلى تعزيز نفوذها هناك، سواء من خلال الدعم العسكري أو صفقات التسليح والتدريب الأمني، ما يثير تساؤلات عن نوايا تل أبيب الحقيقية في هذا التحالف.
العبث الإسرائيلي بأمن مصر المائي
يأتي هذا الاتفاق في توقيت حساس، حيث تستمر الخلافات حول سد النهضة الذي يهدد حصة مصر المائية. وبينما تحاول القاهرة تأمين حقوقها التاريخية، تتحرك إسرائيل ببراجماتية انتهازية لدعم أديس أبابا، دون اعتبار للتداعيات الاستراتيجية على مصر والسودان.
إن هذا الدعم قد يعزز موقف إثيوبيا في تعنتها ضد الحلول الدبلوماسية، مما يضع أمن مصر المائي تحت ضغوط إضافية، وهو ما يثير تساؤلات عن الدور الإسرائيلي الحقيقي في تأجيج الأزمات الإقليمية.
التعاون العسكري.. بوابة إسرائيل للهيمنة في إفريقيا؟
من الواضح أن إسرائيل لا تدعم إثيوبيا من منطلق شراكة متوازنة، بل تسعى لتحقيق اختراق استراتيجي في القارة الإفريقية، خاصة في منطقة القرن الإفريقي. فإلى جانب تعزيز نفوذها الأمني، تحاول تل أبيب إضعاف الدور المصري عبر تمكين خصومه الإقليميين، سواء عبر إثيوبيا أو من خلال علاقاتها السرية والمتشابكة في إفريقيا.
ختامًا.. هل تتحرك مصر؟
تحركات إسرائيل في إثيوبيا ليست مجرد صفقات تعاون، بل استراتيجية ممنهجة تهدد الأمن القومي المصري. فهل ستقف القاهرة مكتوفة الأيدي أمام هذا التحالف الذي يستهدف أحد أهم شرايين حياتها؟ الأيام القادمة كفيلة بالكشف عن رد الفعل المصري تجاه هذا التحدي المتزايد.
اضف تعليقا