بثت شبكة BBC تحقيقًا وثائقيًا الثلاثاء الماضي حول برنامج التجسس “بيغاسوس” -التابع لشركة NSO الإسرائيلية -ودوره الصادم في خدمة الأنظمة الاستبدادية مثل السعودية والإمارات التي استخدمته لسنوات في عمليات مراقبة وتجسس على الصحفيين والنشطاء والمعارضين داخل أو خارج أراضيها.
الفيلم وصف “بيغاسوس” بأنه “تقنية خطيرة” أُسيء استخدامها من قبل عدد كبير من الحكومات حول العالم، والتي وظفتها في قمع حرية التعبير وأي نشاط سلمي يعارض السلطات.
وسلط الفيلم الضوء على عدد من الشخصيات الذين استهدفوا بهذا البرنامج “الخطير”، أبرزهم السيدة حنان العتر أرملة الراحل جمال خاشقجي، والتي تثبيت السلطات الإماراتية هذا البرنامج على جهازها النقال قبل اغتيال زوجها، وحسب ما وُرد يُرجح المحللون أن عملية التجسس هذه ساهمت في التسهيل لقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018
ما هو “الجاسوس بيغاسوس”؟
اُستخدم بيغاسوس في عمليات قرصنة بشعة استهدفت هواتف شخصيات معارضة حول العالم، وبمجرد تثبيت البرنامج على الهاتف فإنه يتحول إلى كاميرا ومسجل مباشر، كما يسمح البرنامج بالوصول إلى البيانات الحساسة والمحادثات وحتى التحكم في الجهاز.
ولفت التحقيق إلى أن برنامج بيغاسوس يُشكل تهديدًا كبيرًا على حياة الفرد، ويتسبب في عواقب وخيمة أقلها اختراق الخصوصية والاطلاع على الحياة الخاصة، كما يمكن أن يتسبب في اعتقال أشخاص وتعريضهم للتعذيب أو الاغتيال.
وُرغم أن برنامج بيغاسوس يتعرض لهجوم وانتقاد واسع النطاق من قبل الجماعات الحقوقية والنشطاء، فإن ما كشفه تحقيق BBC هذه المرة أثار مخاوف جدية بشأن أخلاقيات بيع بيغاسوس للأنظمة الاستبدادية والحاجة المُلحة إلى تنظيم دولي لسوق الأسلحة السيبرانية.
نفت مجموعة NSO الإسرائيلية ارتكاب أي مخالفات من قبل الجهات التي اشترت الجهاز مؤكدة أن برامجها تستخدم فقط لمحاربة الجريمة والإرهاب، ومع ذلك، فإن الأدلة والتقارير المتزايدة عن هجمات بيغاسوس ضد الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان وغيرهم من الأبرياء في جميع أنحاء العالم تشير إلى حقيقة مختلفة تمامًا.
قبل أعوام سوقت الشركة الإسرائيلية هذا البرنامج للحكومات في جميع أنحاء العالم كوسيلة لتعزيز قدراتها الأمنية الوطنية، ومع ذلك، فإن الحقيقة المقلقة هي أن بيغاسوس استخدم كسلاح لمراقبة وإسكات، وترهيب الصحفيين، والنشطاء، والمعارضين.
مجموعة NSO الإسرائيلية
مجموعة NSO هي شركة تكنولوجيا إسرائيلية متخصصة في تطوير وبيع برامج المراقبة للحكومات ووكالات إنفاذ القانون في جميع أنحاء العالم، منتجهم الرئيسي حاليًا هوPegasus ، وهو برنامج تجسس قوي قادر على إصابة الهواتف الذكية، والوصول إلى بيانات المستخدمين، وتنشيط الكاميرا والميكروفون دون علم المستخدم.
واجهت الشركة انتقادات ومزاعم عن انتهاكات حقوقية بسبب تقارير عن إساءة استخدام برامجها من قبل عملائها، مثل استهداف الصحفيين والنشطاء والمعارضين، لكن المجموعة تتمسك بنفيها هذه المزاعم رُغم توافر الأدلة التي تؤكد خطورة منتجاتها.
السؤال الآن، هل NSO Group شركة قرصنة؟ … لا يمكن الجزم بإجابة واضحة على هذا السؤال، لكن طريقتهم في تطوير تقنيات التجسس والمراقبة، وانتقائهم عملاء معروف عنهم ولعهم بالقمع والاستبداد، فضلًا عن تمسكها بالتعاون مع هذه الأنظمة رُغم سمعتهم السيئة فيما يتعلق بحقوق الإنسان، جميعها أشياء ترجح فكرة أن الشركة الإسرائيلية لا تهدف إلا لمساعدة الأنظمة الوحشية في قرصنة حياة معارضيهم وتمكينهم من إخراسهم والقضاء عليهم.
وبما لا يدع مجالًا للشك، لقد أصبحت الشركة الآن أداة “خطيرة” في يد الأنظمة القمعية حول العالم، على رأسهم الإمارات والسعودية التي تعج سجونهم بعشرات المعتقلين الذين فقدوا حريتهم بسبب “بيغاسوس”.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا