في إشارة واضحة -غير مباشرة- على وجود علاقات تجارية مزدهرة ومتنامية بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، والقبول الإسرائيلي المتزايد في المملكة على الرغم من عدم وجود علاقات رسمية بين البلدين، حضر رجال أعمال إسرائيليون مؤتمر الاستثمار السعودي الرائد هذا الأسبوع متحدثين عن عدد من المشروعات والصفقات التي ستُعقد مع الجانب السعودي.

ظهرت الديناميكيات المتغيرة في الشرق الأوسط بوضوح داخل القاعات افلخمة في فندق ريتز كارلتون بالرياض، الذي استضاف مبادرة الاستثمار المستقبلي التي استقبلت عدد كبير من المستثمرين حول العالم بمن فيهم رجال الأعمال الإسرائيليين الذين حضروا مرتدين “الكيباه” -وهي القبعة التي يرتديها المتدينون اليهود-

المملكة العربية السعودية، التي تضم على أراضيها أقدس المواقع في الإسلام، تجنبت منذ فترة طويلة التواصل العلني مع إسرائيل وتقول إنها لن تتبع جيرانها مثل الإمارات العربية المتحدة في إقامة علاقات دبلوماسية رسمية حتى يحصل الفلسطينيون على دولتهم، لكن في السنوات الأخيرة، استضافت المملكة العربية السعودية قادة يهود تحت ذريعة حملة التسامح بين الأديان، كما عمقت العلاقات التجارية والأمنية السرية مع إسرائيل التي تشترك مع السعودية في عدائهما لإيران.

في تصريح مثير للجدل في آخر أيام المؤتمر، يوم الخميس، قال رئيس أحد أكبر البنوك الإسرائيلية إنه يرغب في الاستثمار في صناعة التكنولوجيا المالية في المملكة العربية السعودية.

وأضاف سامر حاج يحيى من بنك لئومي في جلسة ضمت الرئيس التنفيذي لبنك التصدير والاستيراد السعودي إن “الفرص مذهلة” للاستثمار في المملكة، وقال إنه ينظر إلى الاقتصاد السعودي على أنه “صحي للغاية، على عكس الاقتصادات الأخرى في جميع أنحاء العالم، وآفاق المستقبل فيه إيجابية للغاية”.

بعد الجلسة، رفض الدكتور الحاج يحيى، وهو مواطن عربي في إسرائيل، التعليق، فيما قال بنك لئومي إن منظمي المؤتمر دعوه شخصيًا ووصف الزيارة بأنها خطوة تاريخية في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول الخليج، ومع ذلك، لا يزال موقع البنك على الويب يتعذر الوصول إليه من المملكة العربية السعودية، كما هو الحال بالنسبة للعديد من المواقع الإسرائيلية، التي لم يُرفع عنها الحظر الاليكتروني بعد.

كان جوناثان ميدفيد، الرئيس التنفيذي لمنصة الاستثمار في المشاريع عبر الإنترنت OurCrowd ، أكثر مباشرة في تصريحاته، إذ قال في جلسة ضمت اثنين من السعوديين “نفتخر بشدة أننا من تلك الدولة الصغيرة: إسرائيل”.

وفي مقابلة، قال السيد ميدفيد إنه أصبح من الطبيعي أن تعمل الشركات الإسرائيلية في السعودية، مضيفًا أن شركة النفط السعودية المملوكة للدولة أرامكو تستثمر بالفعل في شركات تابعة لشركة OurCrowdفي الولايات المتحدة.

وتابع “حقيقة أن مجتمع رجال الأعمال يشارك في السعودية بالفعل في مستويات مختلفة، وأن أشخاص مثلي مدعوون للتحدث هي علامة ذات معان كثيرة”، مؤكدًا “لكننا مع ذلك نطمح إلى المزيد”.

شارك إسرائيليون آخرون، بمن فيهم شقيق رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت الذي يدير شركة شاحنات كهربائية، ويهود أمريكيون من بين حوالي 7000 شخصًا في المؤتمر الذي نظمه صندوق الثروة السيادي السعودي، الذي يرأسه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

كانت المملكة العربية السعودية مترددة في احتضان إسرائيل أكثر من البحرين والإمارات العربية المتحدة التي عاقبت الفلسطينيين الذين رفضوا اتفاقية التطبيع المعروفة باتفاقيات “أبراهام”.

المملكة العربية السعودية تضم عدد أكبر من المواطنين لا يدعمون التطبيع بشكل كامل، وعليها أن تنظر في كيفية استقبال أفعالها من قبل العالمين العربي والإسلامي الذين يضعونها في منصب قيادي بسبب الحرمين المكي والمدني.

أسفرت رحلة بايدن للمنطقة، التي شملت إسرائيل والمملكة العربية السعودية، عن اتفاقيات سمحت للطائرات التجارية بتوسيع حقوق الطيران من إسرائيل فوق المملكة وللسعودية، وكذلك السيطرة الكاملة على جزيرتين استراتيجيتين في البحر الأحمر.

قال إسحاق أبلباوم، وهو أمريكي قضى 20 عامًا في قطاع رأس المال الاستثماري الإسرائيلي ويقود الآن جهود صندوق الثروة السيادية السعودي لتعزيز الملكية الخاصة في المملكة، إنه أصبح من الأسهل مناقشة وضع إسرائيل مع المسؤولين السعوديين بعد تسريب أنباء عن اجتماع سري في عام 2020 بين الأمير محمد ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو.

أما أفراهام بيركويتز، وهو أمريكي يهودي يقدم المشورة للشركات بشأن الشراكات بين القطاعين العام والخاص، قال: “سيصبح من الطبيعي رؤية أعضاء من الشعب اليهودي يأتون للسعودية، واليوم يشعرون براحة أكبر عن ذي قبل”.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا