وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى العاصمة السعودية الرياض، حيث كان في مقدمة مستقبليه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وذلك ضمن محطته الأولى في جولة شرق أوسطية تشمل قطر والإمارات. 

وتأتي هذه الزيارة في ظل توقيت حساس تشهده المنطقة، حيث تتصاعد آلة الحرب في قطاع غزة المحاصر، بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية ضد المدنيين الفلسطينيين.

زيارة في ظل حصار غزة وتصاعد الأزمات الإقليمية

تزامنت زيارة ترامب إلى السعودية مع استمرار حصار غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء، فيما تتواصل الغارات الإسرائيلية على القطاع المحاصر. 

فيما تأتي زيارة ترامب في وقت تتهم فيه منظمات حقوقية الحكومات العربية بالصمت إزاء معاناة الفلسطينيين، وتوجه انتقادات حادة لهذه الأنظمة بسبب تقاعسها عن دعم غزة والاكتفاء بإدانات شكلية.

ورغم هذه الظروف، استقبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الرئيس الأمريكي في مطار الملك خالد الدولي، حيث تبادلا الأحاديث الجانبية في الصالة الملكية.

ورافقت طائرات حربية سعودية الطائرة الرئاسية لترامب في أجواء المملكة، في إشارة واضحة إلى الدعم الرسمي السعودي لسياسات واشنطن في المنطقة.

التطبيع وتثبيت المصالح الإسرائيلية

زيارة ترامب إلى السعودية تأتي لتعزيز ما يوصف بـ”التطبيع العربي مع إسرائيل”، حيث تسعى واشنطن لتمتين علاقاتها مع الأنظمة الخليجية التي تواصل مسار التطبيع العلني والسري مع الاحتلال الإسرائيلي. 

ومن المقرر أن يشارك ترامب في القمة الخليجية – الأمريكية، التي ستعقد في الرياض، حيث سيتم مناقشة ملفات إقليمية متعددة، من بينها القضية الفلسطينية، والأمن الإقليمي، والتنمية الاقتصادية. 

غير أن المراقبين يرون أن الهدف الأساسي من هذه القمة هو تثبيت المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، وضمان استمرار تحالف الأنظمة الخليجية مع واشنطن وتل أبيب.

ويُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يزور فيها ترامب السعودية، فقد زارها خلال ولايته الأولى عام 2017، وشارك في قمة بالرياض التقى خلالها الملك سلمان بن عبد العزيز.

إلا أن هذه الزيارة تأتي في سياق إقليمي أكثر تعقيدًا، حيث يعاني الفلسطينيون من تصاعد الهجمات الإسرائيلية، في وقت تستمر فيه بعض الدول العربية في تجاهل معاناتهم.

استبعاد صحفيين وتضييق على وسائل الإعلام المستقلة

في سياق آخر، أثار قرار إدارة ترامب باستبعاد صحفيين من وكالات أسوشيتد برس، وبلومبرغ، ورويترز من مرافقة الرئيس الأمريكي على متن الطائرة الرئاسية إلى الشرق الأوسط، ردود فعل غاضبة من رابطة مراسلي البيت الأبيض. ووصفت الرابطة هذا القرار بأنه “مثير للقلق”، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تحد من وصول المعلومات للجمهور الأمريكي بشكل متساوٍ.

وفي بيان مشترك، أعربت وكالات الأنباء المستبعدة عن رفضها لهذه الخطوة التي تحد من حرية الصحافة، وتمنعها من تغطية أنشطة الرئيس الأمريكي بشكل مستقل. 

وأكدت الوكالات أن هذه الخطوة تأتي في إطار محاولات إدارة ترامب للتحكم في تغطية وسائل الإعلام، وتوجيهها بما يخدم مصالحها.

ورغم الانتقادات، أكدت متحدثة البيت الأبيض كارولين ليفيت أن الإدارة ستواصل تحديد جدول التناوب للمجموعة الإعلامية الأمريكية المسؤولة عن تغطية الفعاليات العامة للرئيس. 

وتأتي هذه الإجراءات في إطار استراتيجية إدارة ترامب للسيطرة على السرد الإعلامي المتعلق بسياساته، خاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد تحولات سريعة وتوترات متصاعدة.

اقرأ أيضًا : ترامب يجمد تمويلات هارفارد: سلاح المال ضد مؤيدي فلسطين