في تصريح لافت خلال جولته الخليجية، أقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوجود مجاعة حقيقية في قطاع غزة، قائلاً إن “كثيراً من الناس هناك يتضورون جوعاً”، متعهداً بأن تولي بلاده “اهتماماً خاصاً” بالوضع الإنساني في القطاع المحاصر.
▪️ اعتراف متأخر لا يغيّر الحقائق على الأرض
قال ترامب من أبوظبي، في ختام زيارته للإمارات، إن “علينا أن نهتم بهذا الأمر، كثير من الناس يتضورون جوعاً، وكثير من الأشياء السيئة تحدث”. هذه التصريحات تأتي بعد أكثر من سبعة أشهر من الحرب الوحشية التي تشنها “إسرائيل” على غزة بدعم سياسي وعسكري أمريكي واضح، أفضت إلى كارثة إنسانية شاملة، وصفها خبراء الأمم المتحدة بأنها إبادة جماعية.
▪️ واشنطن تعترف بالمجاعة وتواصل تمويل القتل
يُنظر إلى تصريحات ترامب على أنها محاولة تجميلية للسياسة الأمريكية، لا سيما في ظل تصاعد الانتقادات الدولية للدور الأمريكي في دعم إسرائيل بالسلاح والغطاء السياسي، رغم المجازر التي أسفرت عن أكثر من 173 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بحسب آخر إحصاءات وزارة الصحة في غزة.
▪️ ضغوط دولية تكشف نفاق الخطاب الغربي
يأتي حديث ترامب في وقت تشهد فيه المواقف الغربية تحولًا نسبيًا، إذ وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الوضع في غزة بأنه “أخطر أزمة إنسانية منذ 7 أكتوبر”، فيما اتهم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إسرائيل بأنها “دولة ترتكب إبادة جماعية”، في انتقادات غير مسبوقة من زعماء غربيين.
▪️ تناقض صارخ مع الوقائع الميدانية
وبينما يحاول ترامب إبراز موقف “إنساني” عبر خطابه في أبوظبي، فإن الوقائع تُكذّب هذه اللهجة، فالحصار الخانق الذي تدعمه إدارته، لا يزال يمنع وصول المساعدات المتكدسة على أبواب القطاع، وسط تحذيرات أممية من موت آلاف الأطفال بسبب الجوع والأمراض.
“التعاطف الانتقائي” وسيلة سياسية لا توقف المجازر
تصريحات ترامب تعكس ازدواجية الموقف الأمريكي تجاه ما يحدث في غزة: اعتراف بالمأساة من جهة، واستمرار في تمويل الجريمة من جهة أخرى. وفي ظل هذا التناقض، يرى مراقبون أن واشنطن فقدت أهليتها كوسيط في أي عملية سلام، وأن محاولة ترميم صورتها من بوابة “الاهتمام الإنساني” لن تصمد أمام شلال الدم المستمر في غزة.
اقرأ أيضا: الكونغرس يواجه ترامب والإمارات.. معركة الأسلحة والعملة المشفّرة تكشف تحالفات مقلقة
اضف تعليقا