يوماً بعد الآخر، يشتد الخناق علي قطاع غزة المحاصر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، حيث يفرض الاحتلال حصارا بحريا وبريا وجويا علي القطاع يمنع من خلاله دخول مستلزمات الحياة الأساسية مما يفاقم المعاناة الإنسانية في القطاع المحاصر.

وتفرض إسرائيل منذ نحو 14 عاما، حصارا مشددا على غزة، ما أدى إلى زيادة كبيرة في نسب الفقر والبطالة في القطاع المكتظ بالسكان.

حصار خانق

ويعيش القطاع أوضاعا مأساوية منذ نحو أسبوعين، حيث تمنع السلطات الإسرائيلية، إدخال مواد البناء والوقود للقطاع، عبر المعبر، الذي يعد المنفذ التجاري الوحيد للقطاع، بالإضافة إلي إغلاق المجال البحري كليا أمام شواطئ قطاع غزة المحاصرة، ومنع الصيادين من ممارسة عملهم داخل البحر. .

وقررت سلطات الاحتلال، الأحد، منع دخول السلع والبضائع إلى قطاع غزة، عبر معبر كرم أبو سالم (جنوبا)، باستثناء الغذائية والطبية.

وحذرت شركات البترول في قطاع غزة ، من “نتائج كارثية”، جراء استمرار سلطات الاحتلال منع توريد المحروقات لغزة.

وقال رئيس جمعية أصحاب شركات البترول والغاز في غزة، أحمد لبيب الحلو، في بيان: “نحذر من النتائج الكارثية لاستمرار منع دخول المحروقات إلى قطاع تجارة الوقود والغاز”.

وأضاف الحلو: “استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري أمام دخول المحروقات، سيتسبب بعجز في توفير الوقود والغاز بأسواق القطاع”.

وأردف: “إغلاق الاحتلال للمعبر يشكل مزيدا من الضغط والإنهاك لقطاع تجار البترول والغاز، في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به غزة”.

وتابع: “شركات الوقود والغاز في غزة تعاني من أزمات اقتصادية كبيرة تهدد وجودها نتيجة تراجع الواقع الاقتصادي وغياب القدرة الشرائية”.

واستدرك: “عمليات إغلاق المعبر تزيد من فرص تدمير هذه الشركات وإفلاسها”.

وناشد الحلو، المجتمع الدولي والمنظمات المعنية، بـ”الضغط على الاحتلال لإعادة فتح المعبر والسماح بتدفق كل السلع التجارية للشركات في غزة وعلى رأسها الوقود والغاز”.

من جانب آخر، هاجمت زوارق بحرية إسرائيلية بالرصاص الحي والقذائف الصوتية مراكب الصيادين الفلسطينيين قبالة بحر منطقة السودانية في قطاع غزة، وهي راسية قبالة الشاطئ.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية(وفا) اليوم أن  قوات الاحتلال  تتعمد بشكل يومي قصف مواقع وإطلاق النار على الصيادين في بحر غزة، إضافة إلى استمرار التضييق على أهالي القطاع، بإغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد، ومنع إدخال البضائع والمحروقات، وإغلاق البحر بشكل كامل منذ الأسبوع الماضي تحت حجج واهية.

وكان الجيش الإسرائيلي طالب اليوم الفلسطينيين، ومعظمهم من المزارعين بالقرب من السياج الحدودي مع غزة ، بمغادرة المنطقة .

تصعيد خطير

ومؤخرا صعدت إسرائيل من قصفها للقطاع المحاصر، حيث يقصف الجيش الإسرائيلي بشكل شبه يومي أهدافا، يقول إنها تتبع لحركة “حماس”، ردا منه على إطلاق البالونات الحارقة.

وفجر الاثنين، شنّت الطائرات الإسرائيلية، غارات على مواقع قالت إنها تابعة لحركة “حماس”؛ ردا على إطلاق البالونات الحارقة.

وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، بنيران المدفعية، صباح الإثنين، مواقع تابعة لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في قطاع غزة، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

وأفادت مصادر فلسطينية، أن المدفعية الإسرائيلية قصفت مواقع “رصد” تابعة لكتائب عز الدين القسام، الذراع المسلح لحركة “حماس”، شرقي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.

وقال جيش الاحتلال في بيان نشره على حسابه في تويتر؛ إن طائراته ودباباته أغارت على “مواقع عسكرية وبنية تحتية تحت أرضية (نفق)” تابعة لحركة حماس في جنوب قطاع غزة، ردّا على “إطلاق البالونات الحارقة والمتفجرة من القطاع نحو الأراضي الإسرائيلية اليوم”.

وقال فوزي برهوم، المتحدث باسم الحركة، في تصريح: “استمرار التصعيد الإسرائيلي على غزة، وإحكام الحصار، عدوان متواصل على شعبنا، يتحمل الاحتلال الإسرائيلي كل ما يترتب عليه من نتائج وتداعيات”.

وتابع: “تشديد إجراءات الحصار ومنع دخول الوقود والبضائع ومستلزمات الحياة إلى سكانها، جريمة ضد الإنسانية، ولن تنال هذه السياسة من عزيمة شعبنا ومقاومته”، وطالب المؤسسات الحقوقية والمجتمع الدولي بـ”العمل على لجم العدوان على غزة وإنهاء حصارها”.

كما دعا السلطة الفلسطينية إلى “تحمّل مسؤولياتها تجاه سكان غزة المحاصرين، والعمل على دعمهم وتعزيز صمودهم”.

دعم محدود

وفي الوقت الذي وجد فيه الاحتلال الفرصة سانحة لتصعيد هجماته علي القطاع، وذلك بعد اتفاق العار التطبيعي الذي عقدته الإمارات مع دولة الاحتلال، إلا أن ذلك لم يمنع أصواتا عربية رسمية من التنديد بالتطبيع الإماراتي والتصعيد الصهيوني علي حد سواء، حيث أعلن رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، رفض بلاده لكل “عمليات التطبيع مع الكيان الصهيوني”.

وأضاف العثماني، خلال مشاركته في نشاط لحزب “العدالة والتنمية” (قائد الائتلاف الحكومي)، في وقت متأخر من مساء الأحد: إن “الاعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني هي خطوط حمراء بالنسبة للمغرب”.

وأردف: “التطبيع مع الكيان الصهيوني هو دفع وتحفيز له كي يزيد في انتهاكه لحقوق الشعب الفلسطيني والالتفاف عليها”.

وتابع: “موقف المغرب باستمرار ملكاً وحكومة وشعباً هو الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى”.

وزاد: “وأيضاً رفض كل عمليات التهويد والالتفاف على حقوق المقدسيين والفلسطينيين، وعلى عروبة وإسلامية المسجد الأقصى والقدس الشريف”.

وشدد على أن “كل التنازلات التي تتم في هذا المجال هي مرفوضة من طرف المغرب”.

ولفت النظر إلى أن “الأمة الإسلامية كلها معنية بالدفاع عن القدس والمسجد الأقصى باعتباره أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين”.

وختم بالقول: “المغاربة قدموا عبر قرون ملاحم مشهودة في دعم كل جهود الحفاظ على المسجد الأقصى أو درء الاحتلال عنه، ولا يزال المغرب وفياً لذلك”.

من جانبه قال السفير القطري ورئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة محمد العمادي الأربعاء، إن “مساعدات دولة قطر في قطاع غزة، هي للتخفيف من آثار الحصار المفروض على أشقائنا بالقطاع”.

وشدد العمادي في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء القطرية “قنا”، على أن الاتصالات مع الاحتلال الإسرائيلي ليست شيئا جديدا، بل هي إجراء مستمر، وتأتي في إطار تسهيل دخول المساعدات لغزة، وذلك ردا على تقارير إسرائيلية بوجود اتصالات من تل أبيب مع الدوحة لـ”مواصلة الدعم المالي”

وأوضح العمادي أن إدخال الأموال القطرية إلى قطاع غزة “يواجه تحديات وعراقيل بشكل مستمر”، مؤكدا أن بلاده مستمرة في دعم صمود الشعب الفلسطيني، من أجل مساعدته للخروج من أزماته ورفع الحصار عنه.

اقرأ أيضًا: إسرائيل تشدد الحصار .. غزة ترزح تحت الظلام بعد توقف محطة الكهرباء الوحيدة بها