اتفق محمد بن زايد الرئيس الإماراتي ومحمد بن سلمان ولي العهد السعودي على محاربة الديمقراطيات في المنطقة العربية والنيل من ثورات الربيع العربي التي أرقت ملكهم الذين استحوذوا عليه بالقوة.

لكن على ما يبدو أن التناغم والتفاهم الذي كان بين الرجلين قد ولى زمنه وبدأت سلسلة من الخلافات المتصاعدة التي باتت تثير قلق الجانب الأمريكي والمسؤولين الأوروبيين.

اختلف بن زايد وبن سلمان في عدد من الملفات لكنهم في بادئ الأمر قاموا بإخفاء نواياهم حتى فضحتهم المواقف السياسية حتى أعلن محمد بن سلمان في نهاية الأمر عداوته الصريحة لبن زايد.

لم يقف الأمر عند هذا الحد فقد ضجت منصات التواصل الاجتماعي بالخلاف بين محمد بن سلمان وبن زايد وبات يتحدث القاصي والداني عن طعنة بالظهر ووجهها الأخير للمملكة.

غضب بن سلمان 

كشفت تقارير مطلعة أن محمد بن سلمان ولي العهد السعودي قام بجمع عدد من الصحفيين في مدينة الرياض بشهر ديسمبر الماضي من أجل إحاطة عاجلة قال فيها إن حليف بلاده منذ عقود يقصد الإمارات قامت بطعننا في الظهر.

حاضروا الاجتماع أعربوا عن اندهاشهم من غضب ولي العهد الجامح حيث قال بن سلمان سأريهم ماذا سأفعل وشدد: سأفعل معهم مثلما فعلت مع قطر وغيرها من العبارات التي أخرج بها محمد بن سلمان غضبه من محمد بن زايد.

الحقيقة أن غضب بن سلمان الكبير من أستاذه ومعلمه لم يكن وليد اللحظة فقد تنازع الرجلين في أكثر من ملف جعل من كلاهما حاقد على الآخر وكذلك استفحال أمر الدولتين الغنيتين جعل من علاقتهما الند للآخر.

ملفات الخلاف

اتفقا الرجلان على تدمير دولة اليمن وقاما بشن حرب استمرت لمدة 8 سنوات لكنهم لم يتفقوا على توزيع الغنائم ولذلك كان الخلاف كبير بينهما عندما حاولت السعودية الانسحاب بعد الاتفاق الإيراني السعودي.

دفعت الإمارات بمرتزقة المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن من أجل تقسيم الدولة وهو ما ترفضه السعودية التي تسعى لدولة موحدة تحت حكم المقرب لها رشاد العليمي وهو ما أغضب محمد بن سلمان.

بعيداً عن الملف اليمني.. فإن ملف أسعار النفط التي تسعى السعودية لرفعها من أشد الملفات حساسية بين الطرفين كون الإمارات اتفقت على تخفيض أسعاره وقامت بشراء النفط الروسي.

علاوة على ذلك فإن التنافس الاقتصادي لا يزال قائم بين الدولتين الغنيتين فكل منها يسعى لأن تكون له السيادة في الشرق الأوسط.. يضاف إلى ذلك ملف السودان التي تدعم فيه السعودية المجلس الانتقالي بقيادة عبد الفتاح البرهان بينما تدعم الإمارات حميدتي قائد ميليشيات الدعم السريع وهو الصراع الذي قد يتحول إلى حرب بالوكالة بسبب طمع الرجلين.

اقرأ أيضًا : لتمرير أهداف ومصالح خبيثة.. محمد بن زايد يدفع علناً لتقسيم اليمن