يواصل الاحتلال الإسرائيلي حملته العسكرية المكثفة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث تشهد مدينتا طولكرم وجنين عمليات اقتحام عنيفة أدت إلى نزوح آلاف الفلسطينيين قسراً.
ففي طولكرم، قامت قوات الاحتلال بإجبار سكان حارة المربعة في المخيم على إخلاء منازلهم تحت التهديد، مما أدى إلى مشاهد مأساوية لعائلات تُجبر على مغادرة منازلها دون أخذ أي مقتنيات.
وقد بلغ عدد الفلسطينيين الذين أُجبروا على النزوح القسري من مخيمي طولكرم ونور شمس نحو 25 ألف شخص، وسط استمرار عمليات التهجير الجماعي التي تنفذها القوات الإسرائيلية في الشمال الفلسطيني المحتل.
وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال عدة أحياء في طولكرم، بما في ذلك حارتي أبو الفول وقاقون، وحولت بعض المنازل إلى ثكنات عسكرية، في تصعيد واضح لاستراتيجيتها القمعية ضد الفلسطينيين.
ولم تكتفِ قوات الاحتلال بفرض الحصار والاقتحامات، بل قامت بتفجير إحدى بوابات مسجد النصر في مخيم نور شمس، واعتدت بوحشية على رجل فلسطيني ونجله، واحتجزتهما لساعات طويلة في ظروف مهينة.
كما أطلقت قوات الاحتلال النار على سيارة إسعاف كانت تحاول إجلاء أحد المرضى، في انتهاك صارخ لكل القوانين الإنسانية والدولية.
تصاعد عنف المستوطنين في الخليل ونابلس تحت حماية الاحتلال
إلى جانب الاعتداءات العسكرية، صعّد المستوطنون اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين، حيث هاجموا ممتلكات في مسافر يطا جنوب الخليل، واعتدوا بالضرب على فلسطيني في خربة الطوبا.
وفي منطقة سهل المرج جنوب نابلس، قام المستوطنون بمنع المزارعين الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم لحراثتها، في محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع ومصادرة الأراضي بالقوة.
وتتم هذه الاعتداءات تحت حماية جيش الاحتلال، الذي يوفر غطاءً عسكريًا للمستوطنين في عملياتهم الإجرامية، مما يعكس التكامل بين سياسة الاحتلال الرسمية والممارسات الاستيطانية العنيفة.
تصعيد إسرائيلي شامل: غارات جوية ودمار واسع في الضفة الغربية
تشير التقارير الحقوقية إلى أن الاحتلال الإسرائيلي كثّف غاراته الجوية ضد الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حيث وثّقت منظمة “بتسيلم” شن الاحتلال 69 غارة جوية أدت إلى استشهاد 261 فلسطينيًا على الأقل.
كما أسفرت العمليات العسكرية عن دمار واسع في البنية التحتية، مع هدم مئات المنازل والمنشآت الحيوية، مما فاقم معاناة الفلسطينيين وأجبر أكثر من 40 ألف شخص على النزوح القسري منذ 21 يناير/كانون الثاني 2025.
وتزامنًا مع العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، تشهد الضفة الغربية تصعيدًا غير مسبوق في عمليات القتل والاعتقالات والاقتحامات، حيث استشهد أكثر من 934 فلسطينيًا وأصيب نحو 7 آلاف آخرين، فيما اعتُقل 15 ألف فلسطيني، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
هذه الأرقام تعكس حجم الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين، وسط صمت دولي مطبق وتخاذل المجتمع الدولي في اتخاذ إجراءات رادعة ضد الاحتلال.
خاتمة: استمرار العدوان وسط غياب المحاسبة الدولية
تؤكد هذه الانتهاكات أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل سياسة القمع والقتل والتهجير بحق الفلسطينيين دون أي اعتبار للقوانين الدولية أو حقوق الإنسان.
ومع استمرار العدوان وتزايد جرائم المستوطنين، يواجه الفلسطينيون واقعًا مريرًا من العنف والتشريد، في ظل غياب أي محاسبة فعلية للاحتلال. ويبقى السؤال الأبرز: إلى متى سيستمر هذا الإفلات الإسرائيلي من العقاب، في وقت يزداد فيه القمع والتصعيد ضد الفلسطينيين يومًا بعد يوم؟
اقرأ أيضًا : ثلاث شخصيات يسعى نتنياهو للتخلص منهم لإحكام السيطرة على دولة الاحتلال
اضف تعليقا