ربى الطاهر

صغيرات في العشرينات، جميلات، ومثقفات، وناجحات.. حقّقن بفضل اجتهادهن وذكائهن الفوزَ بمقاعد في برلمان بلادهن، ورغم حداثة سِنّهن استطعن المنافسة والفوز على الأكبر سنًا وخبرة منهن.

هذه ديرسم داغ، أصغر نائبات البرلمان التركي ذات 22 ربيعًا، وُلِدت من أصول كردية في عام 1996، وفازت بمقعد في البرلمان، لتصبح بذلك أصغر نائبة في تاريخ تركيا الحديث.

وُلِدت داغ لأسرة فقيرة يَعولُها أب مزارع وأم ربة منزل، في إحدى بلديات ولاية ديار بكر جنوب شرق تركيا، ولها 12 من الإخوة ذكورًا وإناثًا.

قضت داغ طفولتها في حيٍّ شعبي في اسطنبول بعدما تمَّ تهجير أسرتها إلى هناك في نفس العام الذي وُلِدت فيه 1996، حيث لم يكن قد مرَّ على ولادتها سوى 5 أشهر، وكانت طفولتها صعبة لعدم إجادتها اللغة التركية، ولكن الأوضاع تحسَّنت بعد ذلك.

وانخرطت داغ في العمل السياسي في سِنٍّ مبكرة جدًا، ولم تكن قد تجاوزت الـ 17  من عمرها، وانخرطت في الحركة السياسية الكردية، وكانت في المرحلة الثانوية، وتخرجت داغ في جامعة ماردين قسم اللغة الكردية في عام 2018 ، وبعدها بأسابيع قليلة فازت بمقعد في البرلمان التركي عن مدينة ديار بكر.

تأثرت داغ بأفكار حزب الشعوب الديمقراطي الذي يمثِّل صوت الأكراد، وتعتبره داغ صوتًا لكل المظلومين في تركيا.

وتدعو داغ كلَّ نساء الأرض لبذل كل  جهودهن للوصول لمراكز صنع القرار، وأن يتخذن قراراتهن بأنفسهن، ولا يسمحن لأحد باتخاذ القرارات نيابة عنهن.

نائبة أمريكية

 

وكذلك شهد الكونجرس الأمريكي مفاجأة بفوز شابة لم تتجاوز 28 على أبرز رموز الحزب الديمقراطي، وهي اليكساندريا أوكاسيو كورتيز النائبة الأصغر في الكونجرس، والتي فازت في الانتخابات التمهيدية عن الدائرة 14 في ولاية نيويورك.

وتعتبر اليكساندريا من الشخصيات المكافحات العصاميات؛ فهي تنتمي لأسرة من الطبقة العاملة الأمريكية، أمُّها من بورتوريكو وأبوها أمريكي، ونظرًا لظروفها الصعبة والكساد الذي ضرب الاقتصاد عَمِلت اليكساندريا جرسونة في أحد المطاعم قبل فوزها بمقعد الكونجرس، رغم أنها حاصلة على شهادة الاقتصاد والعلاقات الدولية من جامعة بوسطن.

وكانت اليكساندريا تعمل منذ دراستها، حيث عملت مع السيناتور الراحل تيد كينيدي، وعقب تخرجها تنقلت بين عدة وظائف نظرًا لظروفها الشخصية ولظروف العمل الصعبة في هذا الوقت، وقد شاركت في حملة بيرني ساندرز المرشح المنافس لهيلاري كلينتون التي خسرت الانتخابات.

وجدير بالذكر أنَّ اليكساندريا تنتمي للجناح اليساري من الحزب الديمقراطي، وفي مايو 2017 دعاها شباب الحزب للترشح ضد واحد من أقوى رموز الحزب، والذي يحتل المركز الرابع في هيكله، حيث قالت في لقاء تليفزيوني: ركزنا في حملتنا على كرامة الأمريكيين، وخصوصًا من ينتمون للطبقة العاملة منهم. وكانت تقول عن المنافسة ضد نظيرها: لدينا الناس ولديهم المال، وحان الوقت أن نقول إن الأمريكيين ليسوا واحدًا.. حتى انتهت الانتخابات بفوزها، والذي كان مفاجأة من العيار الثقيل لكل رجال الكونجرس الأمريكي.

 

نائبة الصوت الهادئ

وهي النائبة المصرية دينا عبد العزيز 31  هي أصغر نائبات البرلمان المصري الفائزة بمقعد المعصرة وحلوان بعد ترشُّح للانتخابات ومنافسة مع 7 مرشحين، وحملة قوية كان عنوانها ” مع بعض هانقدر”، والتي ركزت فيها على مواقع التواصل الاجتماعي، ولقبت بهذا اللقب لأنه منذ بداية الجلسة الأولى للبرلمان وأثناء أداء القسم لم يتمكن رئيس المجلس من سماع صوتها، وهي حاصلة على ماجستير العلوم السياسية من جامعة القاهرة.

وفي نفس البرلمان حصلت النائبة  القبطية كارولين أمازيس ماهر 29 عامًا على مقعد بالتعيين، وهي بطلة التايكوندو المعروفة، وهي أول فتاة عربية وإفريقية تحصل على جوائز في تلك الرياضة؛ حيث حصلت على لقب أحسن لاعبة تايكوندو في عام 2004، ولقب أحسن رياضي في عام 2008، وحصلت على المركز الخامس في بطولة العالم  للتايكوندو بكوريا 2001..

وهي من أبطال التايكوندو على مستوى العالم، وهي حاصلة على الماجستير من جامعة فيكتوريا بسويسرا، وقد عملت في فترة من حياتها في  مجال الإعلانات، حيث استعانت بها بعض الشركات لعمل دعاية عن منتجات للفتيات المراهقات، وحاليًا تعمل مديرة الموارد البشرية في شركة بيجو مصر.