مرت ساعات على استقالة “عبدالعزيز بوتفليقة” الرئيس السابق للجزائر، بعد مظاهرات شعبية ضخمة في مدن الجزائر، طالبت برحيلة، ورفضت ترشيحه للعهدة الخامسة.

تلقى خبر تنحيه ردود أفعال دولية ومحلية، وتعد الولايات المتحدة الأمريكية أول الدول المعلقة على التنحي.

قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “روبرت بالادينو” في مؤتمر صحفي: ” إن الشعب الجزائري هو من يقرر كيفية إدارة هذه الفترة الانتقالية”.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي “جان-إيف لودريان” أن فرنسا واثقة من أن الجزائريين سيواصلون السعي إلى انتقال ديمقراطي، بعد استقالة الرئيس الجزائري.

وقال لودريان في بيان إن “الشعب الجزائري أظهر في الأسابيع الأخيرة، من خلال تعبئة متواصلة وكريمة وسلمية، أنه عازم على إسماع صوته”.

وأضاف “نحن واثقون من قدرة الجزائريين على مواصلة هذا التحول الديمقراطي بنفس روح الهدوء والمسؤولية” التي سادت خلال الأسابيع الفائتة. واعتبر “لودريان” أن صفحة مهمة من تاريخ الجزائر تطوى مع استقالة بوتفليقة.

 

وأشار المتحدث الرسمي باسم الرئيس الروسي “ديميتري بيسكوف” إلى أن موسكو تتابع بدقة الوضع في الجزائر والذي يعتبر من الشؤون الداخلية الجزائرية، ولا ينبغي أن يكون هناك تدخل خارجي.

محليا

وعلى المستوى المحلى خرج الجزائريون إلى شوارع العاصمة في وقت متأخر من مساء أمس، للاحتفال بعد إعلان” بوتفليقة” استقالته رسميا، وإنهاء عهدته الرئاسية التي استمرت 20 عاما.

 

واكتظت شوارع الجزائر بالمحتفلين الذين جابوا بسياراتهم طرقات وسط المدينة التي بدأت فيها احتجاجات حاشدة ضد بوتفليقة منذ 40 يوما، وتعهدوا بمواصلة الاحتجاج للمطالبة بتغيير شامل لكامل النظام السياسي في البلاد.

 

هنأ رئيس حزب طلائع الحريات “علي بن فليس” الجزائريين باستقالة بوتفليقة، وبوقوف الجيش إلى جانب الشعب في المسيرات المليونية، مضيفا أن “بوتفليقة عطل الجزائر طيلة عشرين سنة، وعطل الجزائر أيضا في آخر أيامه”.

قال رئيس حزب حركة مجتمع السلم”عبد الرزاق مقري” إن مشهد تداول وسائل الإعلام للحظة تقديم الرئيس الجزائري لاستقالته، يظهر أنه كان غائبا عن الوعي في الفترة الماضية”.

وأشار زعيم الحزب الإسلامي الأكبر في الجزائر عبر صفحته على في موقع “فيس بوك” إلى أن ما يهمه هو “نهاية العهد البوتفليقي”.

وصف حزب “تجمع أمل الجزائر” استقالة بوتفليقة بـالخطوة الهامة والمخرج الدستوري السليم.

وقال الحزب في بيان “إنه يثمن استقالة رئيس الجمهورية، ووصفها بأنها خطوة هامة ومخرج دستوري سليم لتجسيد المادة 102 المرفقة بالمادتين 7 و8 من الدستور”.

من جهته، قال رئيس جبهة العدالة والتنمية “عبد الله جاب الله” إنه يتعين وضع آليات انتقالية تبدأ بتشكيل مجلس رئاسي بمساعدة المؤسسة العسكرية، وتشكيل حكومة كفاءات وتنصيب لجنة وطنية لمراجعة قوانين الانتخابات.

سرقة التنحي

عبرت ردود أفعال السوشيال ميديا ،جاءت من دول عربية، اعتبرت الاستقالة انتصارا لإرادة الشعب الجزائري، وأبدت تخوفات من سرقة الحراك الجزائري والتفاف الجيش على الحكم كما حدث في مصر سابقا.

ونصح الحقوقي المصري”جمال عيد” في “تغريدة” على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”،موجه للشعب الجزائري” أخي الجزائري، أكمل ولا تترك الميدان، حتى يترك العسكر السياسة والحكم، ولا تنخدع بتحية عسكرية”.

 

 

وأكد على نفس المعني الفنان المصري”خالد أبو النجا”، “أخي المواطن الجزائري

لا تتركوا الميدان، أو الحق بالرجوع للميدان بأي وقت، حتي تصل الجزائر بربيعها إلي بر الأمان، قلوبنا معكم، أنتم السابقون و نحن اللاحقون”

 

وأكد المحلل السياسي “إبراهيم حمامي” أن الجزائريين تعلموا مما فعله السيسي في مصر، والمهم الآن هو عدم السماح بسرقة الحراك الجزائري العظيم.

 

 

قال المحلل السياسي “إياد أبو شقرا”: إن “استقالة الرئيس بوتفليقة بعد رفض الجيش الجزائري التصدي للشعب، يعبر ببلاغة عن الفارق بين جيش الوطن وجيش النظام، ولو كان الجيش السوري جيشا للوطن لما قتل مليونا وهجر 13 مليون إنسان، ولما كانت هضبة الجولان قد ملت الانتظار!”.

ويأتي تعليقه في ظل مخاوف أيضا من إعادة النموذج السوري أو المصري في الجزائر الذي أنتج عددا كبيرا من القتلى والجرحى والمعتقلين، وبقي الطغاة على رأس حكمهم وسط دعم من الجيش بالبلاد، وعلى الرغم من الرفض القاطع للشعوب.