تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة بصورة غير مسبوقة، حيث يقف سكان القطاع على حافة المجاعة بينما تقف المساعدات الغذائية على بعد دقائق منهم، عالقة على الحدود نتيجة للحصار الإسرائيلي وتواطؤ النظام المصري. 

وتحذر الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية دولية من مخاطر الجوع وانعدام الأمن الغذائي الذي يهدد نحو نصف مليون شخص في القطاع المحاصر.

في تصريحات مؤلمة، أكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش يشعر بقلق بالغ إزاء نتائج التحليلات التي تشير إلى أن واحدًا من كل خمسة أشخاص في غزة يواجه المجاعة.

وأوضح أن الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءًا مع استمرار منع دخول المساعدات الأساسية، ما يضع السكان في مواجهة خطر المجاعة الفعلي.

تفاقم الجوع والأزمة الصحية

وفي بيان مشترك لبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، تم التحذير من أن خطر المجاعة يهدد جميع أنحاء غزة، حيث أن الأسر تتضور جوعًا بينما الغذاء عالق على الحدود بسبب حصار الاحتلال وتواطؤ وخيانة رأس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، وهو ما وصفته المنظمتان بالجريمة الإنسانية. 

وأضاف البيان أن هناك أكثر من 116 ألف طن من المساعدات الغذائية التي تكفي لإطعام مليون شخص حتى 4 أشهر، لكنها لا تزال ممنوعة من الوصول إلى المحتاجين.

أما منظمة الصحة العالمية، فقد حذرت من أن سكان غزة يموتون بينما الإمدادات الطبية والإنسانية على بعد دقائق منهم وجاهزة للتوزيع. 

ودعت المنظمة إلى رفع الحصار فورًا، مؤكدة أن الحصار المستمر يفاقم الأزمة الإنسانية ويحول دون وصول الدعم الطبي والإنساني.

استغلال الاحتلال لحرب التجويع

من جهتها، وصفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الوضع الإنساني في غزة بأنه كارثي، محملة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية تعمد صناعة المجاعة والكوارث الإنسانية في القطاع. 

وأكدت الحركة في بيان لها أن الجهات الوحيدة المخولة بإدارة وتوزيع المساعدات هي المؤسسات الأممية والحكومية المختصة، وليس الاحتلال أو وكلاؤه.

وأضافت حماس أن استمرار الاحتلال في منع إدخال المساعدات يمثل سياسة ممنهجة لإجبار الفلسطينيين على الاستسلام أو النزوح، وهو ما يتوافق مع استغلال إسرائيل لحرب التجويع كسلاح ضغط على السكان.

أزمة مستمرة ودعوات للتحرك الدولي

وفي ضوء هذه التطورات، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى استئناف وقف إطلاق النار بصورة عاجلة، مؤكدة أن الأزمة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة بلغت مستويات كارثية.

وأوضحت رئيسة اللجنة، ميريانا سبولياريتش، أن هناك حاجة ملحة إلى إرادة سياسية لإنقاذ الأرواح وضمان إيصال الدعم الإنساني إلى المحتاجين.

من جانبه، حذر تقرير دولي أصدرته وكالات إنسانية من أن نصف مليون شخص في غزة يواجهون خطر المجاعة، فيما يعاني 93% من السكان من انعدام الأمن الغذائي الحاد. 

وأشار التقرير إلى أن الوضع الحالي يعكس تدهورًا كبيرًا في واحدة من أشد أزمات الغذاء والتغذية في العالم.

خاتمة: دعوات لإنهاء الحصار وتدفق المساعدات

أمام هذا الواقع المأساوي، تتزايد الدعوات الدولية والعربية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وفتح المعابر أمام تدفق المساعدات الإنسانية، وتوفير الدعم الغذائي والطبي العاجل للسكان المحاصرين.

ويبدو أن المجتمع الدولي أمام اختبار أخلاقي جديد، فهل سيتحرك لإنقاذ سكان غزة أم سيبقى صامتًا أمام معاناتهم؟

اقرأ أيضًا : دناءة الاحتلال.. إسرائيل تستخدم المساعدات طعمًا لتهجير سكان غزة