العدسة – سمير عادل:

كشفت وكالات أنباء إيرانية رسمية عن اعتزام المخرج الإيراني داوود ميرباقري إنتاج فيلما سينمائيا عن حیاة السيدة خديجة رضي الله عنها زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسط توقعات بجدل جديد.

وأوضحت أن الفيلم السينمائي “السيدة خديجة في المرحلة النهائية حاليا مع إعادة كتابة السيناريو، مرجحة أن يباشر میرباقري إنتاج هذا الفيلم السينمائي في غضون نهایة العام الإيراني الجاري.

وشهد العام 2015 ، ضجة كبيرة مع بدء دور العرض السينمائى الإيرانية رسميا فى عرض فيلم النبى “محمد”، الذى أثار الجدل فى الدول الإسلامية، ومولت السلطات الإيرانية جزءا من تكلفته التي بلغت 40 مليون دولار، خاصة مع فتوى مجمع البحوث الإسلامية والأزهر الشريف في مصر بتحريم الفيلم الإيراني بسبب تجسيده للأنبياء والرسل.

 

 

 

 

وتعرض فليم “الرسالة “ للمخرج السوري الراحل مصطفى العقاد، الذي يتناول قصة ظهور الإسلام، لحظر في بعض الدول العربية ومنها السعودية والكويت والإمارات لمدة 41 عاما ،قبل أن تسمح الإمارات والسعودية، بعرضه مؤخرا، حيث أثار الفيلم قبل أربعة عقود بعض ردود الفعل الغاضبة، وتلقت العديد من دور السينما التي حاولت عرض الفيلم في الغرب تهديدات من متطرفين اعتبروه تجديفا، لأسباب عدّة منها أنّه جسّد شخصيات لأصحاب النبي، حيث جسد فيه شخصيةَ “حمزة بن عبد المطلب” كلٌّ من عبد الله غيث (للنسخة العربية) وأنطوني كوين (للنسخة الإنجليزية).

 

 

 

 

وفي العام 2012 ، أثار مسلسل “عمر” الذي يتناول شخصية ثاني الخلفاء الراشدين التي أداها في المسلسل الممثل السوري سامر إسماعيل ،  جدلا واسعا.
والمسلسل تاريخي تلفزيوني بتكلفة 200 مليون ريال سعودي،  إنتاج مـشترك بين مركز تلفزيون الشرق الأوسط ومؤسسة قطر للإعلام، ويحكي سيرة وحياة عمر بن الخطاب وما دار فيها من أحداث ومعارك وما اشتهر عنه من صفات منذ أن كان صغيرا حتى توفي.

 

 

 

وفي نفس التوقيت أعلن رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي بحسب موقع الجزيرة نت إنه وعلماء آخرين أجازوا إنتاج فيلم عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم تنفذه هوليوود، وأضاف أنه لا بد للمسلمين أن يفعلوا شيئا لتعريف غير المسلمين بحياة ورسالة الرسول الكريم وصحابته بعد تكرار الإساءة إليه وللمسلمين.

وكشف أحمد الهاشمي مدير مؤسسة النور القطرية، وهي إحدى الجهات الممولة للفيلم، وقتها أن ميزانية إنتاج مجموعة أفلام عن حياة الرسول والأنبياء عليه السلام بلغت مليار دولار، مشيرا إلى أنه يطمح أن تكون الأفضل، لإيصال الرسالة وتوضيح الإسلام لغير المسلمين.

 رفض مصري

مجمع البحوث الإسلامية في مصر أعلن مرارا في بياناته تمسكه بفتوى منع تمثيل الرسل والأنبياء وآل بيت الرسول، والعشرة المبشرين بالجنة، ومنهم الخلفاء الراشدون، مؤكدا أن هؤلاء نوعية من البشر اصطفاهم المولى عز وجل عن سائر خلقه.

مجمع البحوث لم يكتفي بالبيانات ، ولكنه بحسب تقارير إعلامية ، حرك دعاوى قضائية ضد بعضها، ومنها مسلسل “الحسن والحسين”، و”يوسف الصديق”، و”الفاروق عمر”، وفيلم “نوح”، وهى الأعمال التى رفضتها لجنة الفتوى بالأزهر أيضا رفضا تاما.

لجنة الفتوي بالأزهر الشريف لها موقف ثابت من الأزمة المتكررة عبرت عنه  في فتوى حديثة لها بقولها :”إن قرار منع تجسيد الخلفاء الراشدين وآل البيت والعشرة المبشرين بالجنة يشمل الأعمال الفنية التى تنتج أو تعرض داخل مصر وخارجها، لأن تجسيد النبيين والملائكة والصحابة أمر مرفوض، فلا يجوز تصوير الرسل والأنبياء أو ظهورهم فى أعمال فنية، لأن هؤلاء لا يوجد من يماثلهم من البشر فى القدر أو القدوة، وهذه الأعمال تتنافى مع مقامات الأنبياء والرسل، وتمس الجانب العقدى وثوابت الشريعة الإسلامية، وتستفز مشاعر المؤمنين”.

دار الإفتاء المصرية كذلك حرمت تجسيد الأنبياء والصحابة فى الأعمال الفنية، وذلك مراعاة لعصمتهم ومكانتهم، لأنهم أفضل البشر على الإطلاق، ومن كان بهذه المنزلة فهو أعز من أن يمثل أو يتمثل به إنسان.