كشفت شبكة “سي أن أن” الأمريكية عن تحركات مثيرة للجدل يقوم بها جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي يظهر مجددًا كلاعب خلف الكواليس في منطقة الشرق الأوسط، محاولًا استغلال علاقاته الواسعة مع القادة الخليجيين لتحقيق مصالح مالية وسياسية تدعم الاحتلال الإسرائيلي.

ووفقًا للتقرير، فإن كوشنر، الذي تولى منصب كبير مفاوضي الشرق الأوسط في إدارة ترامب، عاد لدوره السابق بصفة غير رسمية، حيث يقدم المشورة لفريق ترامب المقبل في زياراته المرتقبة لدول الخليج، مستغلًا نفوذه الشخصي لجمع الأموال وتعزيز مشاريع اقتصادية تخدم أجندته الخاصة.

ويشير التقرير إلى أن كوشنر يركز بشكل رئيسي على استقطاب الاستثمارات الخليجية للولايات المتحدة، بما في ذلك صفقات اقتصادية ضخمة، وذلك عبر الضغط على القادة الخليجيين الذين يعتبرونه صديقًا موثوقًا.

 لكن خلف هذه الصورة، يبدو أن الهدف الأساسي لكوشنر هو دعم الاحتلال الإسرائيلي عبر توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية التي وُقّعت في ولاية ترامب الأولى، ومحاولة جرّ دول خليجية إضافية إلى دائرة التطبيع مع الاحتلال.

الضغط لتحقيق مكاسب سياسية ومالية

وذكرت “سي أن أن” أن كوشنر لا يزال يحافظ على اتصالاته الوثيقة مع كبار القادة في المنطقة، وأنه يسعى لتحقيق هدفين رئيسيين في تحركاته الأخيرة: الأول هو تحصيل المزيد من الأموال الخليجية لتعزيز الاقتصاد الأمريكي ودعم مشاريعه الشخصية، والثاني هو دفع هذه الدول نحو تعزيز علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي، مما يضمن دعمًا إضافيًا للاحتلال في المنطقة.

مصادر التقرير أكدت أن إدارة ترامب، التي تستعد لزيارات خليجية جديدة، لا تتوهم بتحقيق تطبيع كامل بين السعودية والاحتلال الإسرائيلي في هذه المرحلة، لكنها تعتبر الاجتماعات وجهًا لوجه بين ترامب والقادة الخليجيين فرصة ذهبية لتحقيق اختراقات مهمة.

 وكالعادة، يظهر كوشنر كشخصية أساسية خلف الكواليس، يتحدث مع القادة، ويقدم النصائح التي تصب في مصلحة الأجندة الأمريكية والإسرائيلية على حد سواء.

أحد كبار المسؤولين في إدارة ترامب أوضح لـ”سي أن أن” أن كوشنر يتمتع بمكانة خاصة في الشرق الأوسط، حيث يُنظر إليه على أنه “خبير يعرف جميع اللاعبين”. 

هذه المكانة تمنحه القدرة على التأثير في قرارات القادة الخليجيين وتوجيهها بما يخدم مصالحه ومصالح الاحتلال الإسرائيلي.

كوشنر.. رجل المصالح الخاصة تحت غطاء السلام

ورغم أن كوشنر لن يشارك رسميًا في زيارات ترامب المرتقبة، إلا أن تأثيره لا يزال واضحًا، حيث يقود جهودًا خلف الكواليس لإبرام صفقات مالية ضخمة، ويواصل استغلال صداقاته مع القادة الخليجيين لضمان تدفق الأموال إلى الولايات المتحدة.

وفي حين يدعي أنه يعمل لصالح السلام في المنطقة، فإن سلوكه يكشف عن نهج استغلالي يركز على استنزاف أموال الخليج لدعم الاحتلال الإسرائيلي.

المصادر التي تحدثت لـ”سي أن أن” وصفت كوشنر بأنه يفضل العمل خلف الكواليس، حيث يمكنه تحقيق إنجازات يمكن الإشارة إليها لاحقًا دون الاضطرار لتحمل المسؤولية بشكل مباشر.

 كما أنه يحافظ على علاقاته مع كبار الشخصيات الخليجية، ويستغلها لدعم مشاريع اقتصادية أمريكية واستثمارات شخصية تعزز نفوذه المالي.

وخلال السنوات الماضية، أصبح كوشنر رمزًا لاستغلال علاقات واشنطن مع دول الخليج لتحقيق مكاسب سياسية ومالية تخدم مصالح الاحتلال الإسرائيلي. 

ومع استمرار محاولاته في هذه الاتجاه، يبدو أن سياسة “حلب الأموال” من الخليج مستمرة، مدعومة بعلاقاته الوثيقة مع القادة في المنطقة، وتحت غطاء الدبلوماسية والسلام.

اقرأ أيضا : حملة إسرائيلية – إماراتية منسقة ضد قطر: تصعيد متعدد المسارات يستهدف دور الدوحة الإقليمي