أعلنت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى عن وصول مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان إلى المملكة العربية السعودية أمس الأربعاء للقاء ولي العهد محمد بن سلمان من أجل بحث “أزمة غزة”، كما قالت المصادر، والمحاولة للوصول إلى حل قبل تفاقم الأمور وتأثيرها على خريطة العلاقات الدبلوماسية في المنطقة.

اللافت للنظر أن هذه الزيارة جاءت بينما كان سوليفان في طريقه إلى إسرائيل، لإجراء مباحثات حول نفس الموضوع، في حين أكد خبراء ومحللون أن الزيارة تحمل هدفًا مبطنًا يتمحور حول استكمال مفاوضات التطبيع بين الكيان المحتل والمملكة العربية السعودية.

وكانت السعودية تجري محادثات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول، وبالرغم من توقف تلك المحادثات -علنيًا-، إلا أن مسؤولو إدارة بايدن يؤكدون أنهم حريصون على استئنافها في نهاية المطاف.

وفي تصريحات صحفية قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي حول التطبيع المحتمل بين السعودية وإسرائيل “قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، كان فريقنا يعمل بجد من أجل حدوث التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، والذي كان ولا يزال يوجد أمل بصدده”، وخلال مؤتمر صحفي يوم الأربعاء في البيت الأبيض قال كيربي “الجميع يركز بشكل كبير على ما يجري في غزة، لكن هذا لا يعني أننا نتخلى عن التطبيع بين إسرائيل والسعودية”.

اجتماع سوليفان مع ابن سلمان جاء في الوقت الذي تدّعي فيه إدارة بايدن أنها تسعى لمنع توسّع الحرب بين إسرائيل وحماس إلى صراع أكبر في الشرق الأوسط، حسبما قال المسؤولون الأمريكيون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لحساسية الزيارة.

كما تأتي الرحلة أيضًا في الوقت الذي تتعرض فيه السفن الدولية في البحر الأحمر لهجمات متزايدة من قبل الحوثيين في اليمن المجاور، ما يثير تكهنات بأن هذه الزيارات قد يسفر عنها اتفاق أمني ثلاثي بين إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة بحجة التصدي للحوثيين.

وقال المسؤولون الأمريكيون إن الولايات المتحدة تنظر إلى المملكة العربية السعودية باعتبارها شريكًا رئيسيًا في المنطقة بإدارة تلك التوترات، وقد عملت سابقاً مع الولايات المتحدة بجهود التوسط في السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وزار سوليفان المملكة العربية السعودية بينما كان في طريقه إلى إسرائيل، حيث من المقرر أن يلتقي برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومجلس الحرب الإسرائيلي يومي الخميس والجمعة.

  

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا