اختفى الحاخام الإسرائيلي تسفي كوغان، المقيم في الإمارات، والمنتمي لحركة “حباد” اليهودية، منذ أيام دون أي أثر، ليعلن عن مقتله اليوم من قبل الحكومة الإسرائيلية والتي توعدت الفاعلين مشيرا إلى أنها عملية أمنية.
الحادثة التي كشفت عنها وسائل إعلام إسرائيلية سلطت الضوء مجددًا على العلاقة المتشابكة بين الإمارات وإسرائيل في ظل اتفاقيات التطبيع، وأثارت تساؤلات حول الدور الحقيقي الذي تلعبه الإمارات في دعم النفوذ الإسرائيلي في المنطقة.
خاصة بعد توارد أسئلة حول سبب وجوده في الإمارات وما الدور الذي يلعبه هناك وذلك بعد تطبيع كامل بين النظام الإماراتي بقيادة محمد بن زايد وحكومة الاحتلال بقيادة مجرم الحرب نتنياهو.
كذلك يتخاطر أسئلة حول الفاعلين وكيف قاموا بفعلتهم في ظل نظام قمعي بالإمارات يتجسس على الداني والقاصي من المواطنين والمقيمين على التراب الإماراتي.. إليك التفاصيل؟
اختفاء كوغان وتلاعب الإمارات
أعلنت الحكومة الإسرائيلية، عبر مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجهاز الموساد، عن اختفاء كوغان، ووصفت الحادثة بأنها قد تكون نتيجة “عمل إرهابي”.
وزارة الخارجية الإماراتية قالت إنها عن تلقيها بلاغًا من عائلة شخص يدعى زفي كوغان، يحمل الجنسية المولدوفية، يفيد بانقطاع الاتصال به منذ يوم الخميس الماضي، متنصلة من تبعيته للاحتلال.
وأكدت الوزارة أنها باشرت عمليات البحث والتحري، لكنها دعت إلى “عدم الانسياق وراء الشائعات المغرضة” قبل الإعلان عن مقتله اليوم.
كوغان وحركة حباد: تغلغل إسرائيلي بغطاء ديني
تسفي كوغان ليس مجرد حاخام عادي، بل هو جزء من شبكة دينية وسياسية معقدة تعمل تحت مظلة حركة “حباد” اليهودية، التي تعتبر واحدة من أكثر الحركات اليهودية نفوذًا وانتشارًا حول العالم.
الحركة تركز على تعزيز الهوية اليهودية وتقديم الخدمات التعليمية والدينية للجاليات اليهودية، لكنها في الوقت نفسه تلعب دورًا مهمًا في دعم المشروع الصهيوني وتعزيز النفوذ الإسرائيلي خارج حدود الأراضي المحتلة.
في الإمارات، كوغان كان يعمل مساعدًا للحاخام الأكبر ليفي دوتشمان، الذي يقود جهود حركة “حباد” منذ وصوله إلى الإمارات في عام 2014، دوتشمان لم يكتفِ ببناء أماكن عبادة لليهود، بل أسس العديد من المؤسسات التي تعزز الحضور اليهودي في البلاد، بما في ذلك وكالة خاصة للإشراف على الأطعمة “الكوشر” المخصصة لليهود، على غرار نظام “الحلال” في الإسلام. هذه الأنشطة تأتي ضمن استراتيجية إسرائيلية واضحة تهدف إلى استغلال التطبيع لتوسيع نفوذها الثقافي والاجتماعي في المنطقة.
ظروف الاختفاء
بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، فإن الحاخام كوغان اختفى بعد أن شوهد آخر مرة في متجر أطعمة “كوشر” كان يديره في دبي، كذلك فإن الصحيفة نقلت عن مصادر أمنية أن هناك احتمالًا كبيرًا بأن يكون كوغان قد تعرض للاختطاف، مع الإشارة إلى أن الجناة قد فروا إلى تركيا، وهم أوزبكيين.
في الوقت ذاته، تشير تقارير أخرى إلى أن كوغان كان قد زار إسرائيل مؤخرًا برفقة دوتشمان، حيث التقيا بالسفير الإسرائيلي الجديد في الإمارات يوسي شيلي في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
عودتهما إلى الإمارات جاءت قبل يوم واحد فقط من اختفائه، وهو ما يثير شكوكًا حول ما إذا كان اختفاء كوغان مرتبطًا بزيارته الأخيرة لتل أبيب أو بمشاريع معينة كان يعمل عليها في الإمارات.
الخلاصة أن الإمارات التي كانت هي الملاذ الآمن للاحتلال بسبب توفير محمد بن زايد الظروف الأمنية المناسبة لجماهيره لم تعد كذلك خاصة بعدما رفع المهاجمون تلك المرة شعار لا مكان آمن لمغتصبي الأرض في العالم.
اقرأ أيضًا : الجنائية الدولية تُصدر مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت، وجو بايدن “يمتعض” القرار!
اضف تعليقا