أكدت الحكومة البريطانية أن الجنرال الإسرائيلي عوديد باسيوك، رئيس مديرية العمليات في جيش الاحتلال، حصل على حصانة دبلوماسية خاصة لزيارة بريطانيا الشهر الماضي، وفقًا لما كشفه موقع “ديكلاسيفايد”.
هذه الحصانة تعكس مستوى التنسيق العسكري والاستخباراتي بين بريطانيا والاحتلال الإسرائيلي، خاصة في ظل العدوان المستمر على غزة وتداعياته الإقليمية.
وقد أثار الأمر تساؤلات حول طبيعة الاجتماعات التي عقدها باسيوك مع مسؤولين بريطانيين في وزارة الدفاع ووزارة الخارجية ومكتب مجلس الوزراء، مما يوحي بوجود مباحثات أمنية وعسكرية حساسة بعيدًا عن أعين الرأي العام.
باسيوك.. مهندس العمليات الإسرائيلية
تأتي أهمية هذه الزيارة في ظل الدور البارز الذي يلعبه باسيوك في عمليات الاحتلال، إذ أشرف على التخطيط للهجوم الأخير على غزة، وكان له دور أساسي في العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان العام الماضي.
وجوده على الأرض خلال العمليات العسكرية يكشف حجم المسؤولية التي يتحملها في توجيه السياسات العسكرية الإسرائيلية. منح الحصانة له وللوفد المرافق له يشير إلى مدى القلق الإسرائيلي من إمكانية ملاحقة مسؤوليه بتهم تتعلق بجرائم الحرب، خصوصًا بعد تصاعد المطالبات الدولية بمحاسبة الاحتلال على انتهاكاته الجسيمة في قطاع غزة.
ثمار طوفان الأقصى
تكشف هذه الخطوة عن تنامي المخاوف داخل أروقة الاحتلال من تعرض قادته للمساءلة القانونية في الخارج، وهو ما دفع بريطانيا لمنح باسيوك “صفة المهمة الخاصة” لضمان حمايته خلال زيارته.
يأتي ذلك في سياق أوسع يتمثل في اضطرار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى تغيير مسار رحلته خوفًا من الاعتقال، مما يعكس حالة القلق المتزايدة بين القيادات الإسرائيلية.
منذ عملية “طوفان الأقصى”، بات الاحتلال يدرك أن الحصانة السياسية لم تعد مضمونة كما كانت سابقًا، وأن الضغوط الدولية قد تؤدي إلى تقييد تحركات قادته، وهو ما يُعد أحد الإنجازات غير المباشرة للمقاومة الفلسطينية التي نجحت في فرض معادلة جديدة ترهق الاحتلال دبلوماسيًا وعسكريًا عبر عملية طوفان الأقصى.
اضف تعليقا