على مدى أكثر من عشر سنوات، وفي ظل الحصار الخانق الذي عانى قطاع غزة منه والتصعيد بين الحين والآخر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، شيدت المقاومة الفلسطينية ترسانة ضخمة من الصواريخ والقذائف، وبدأت هذه الترسانة بمقذوفات قصيرة المدى حتى أصبحت تمتلك صواريخ تستطيع ضرب أي مكان في قلب الأراضي المحتلة..

وعقب التصعيد الأخير على قطاع غزة، وتدمير العديد من المباني واستهداف المدنيين، أكدت حركة المقاومة الفلسطينية “حماس، أنها ستردّ على انتهاكات الاحتلال ولن تسكت على ممارساته المستمرة.

وجاء رد المقاومة، بإطلاق نحو 600 صاروخ من غزة باتجاه مستوطنات غلاف القطاع، اعترضت منظومة القبة الحديدية منهم أقل من النصف، واستهدف عدد منها مناطق مأهولة بالسكان، ما أثار حالة من الهلع والذعر في المجتمع اليهودي.

وقال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إن “رد المقاومة الفلسطينية على الاحتلال مرتبط بمستوى العدوان والاستهداف لقطاع غزة”.

وأضاف هنية، أن “ما دفع المقاومة إلى توسيع دائرة الرد على الاحتلال ليس بهدف الذهاب إلى حرب جديدة بل من أجل لجم العدوان وحماية شعبنا وإلزام المحتل بالتفاهمات”.

وفي السياق ذاته، حذر القيادي بالحركة، محمود الزهار، الاحتلال الإسرائيلي من “مفاجآت المقاومة القادمة”، مبيناً أن “غزة ستكون جحيماً”.

 

حماس طورت ترسانة ضخمة من الأسلحة

قالت وكالة أسوشيتد برس إنه بالرغم من الجهود الإسرائيلية فإن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حصلت على مجموعة بارزة من الأسلحة شملت صواريخ القسام وصواريخ محلية الصنع آر-160 وصواريخ فجر-5 الإيرانية، وطائرات مسيرة ومدافع هاون، وشيدت أنفاقا هجومية.

ونقلت “أسوشييتد برس” عن المحلل العسكري الإسرائيلي غابي سيبوني أن (حماس) “لديها مجموعة متنوعة من الأسلحة المتقدمة والدقيقة والفعالة”، وأن هذا يشمل الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات والمضادة للطائرات التي تنتجها روسيا، وكذلك بعض الطائرات المسيرة.

كما أن لدى الحركة “صواريخ موجهة بالليزر مضادة للدبابات”، وهي معروفة باسم كورنيت، أطلقتها (حماس)، في نوفمبر 2018، على حافلة للجنود الإسرائيليين، بالإضافة إلى الطائرات المسيرة، التي طورت منها برنامجاً في مرحلة مبكرة لتصوير الحقول الإسرائيلية.

 

نتنياهو في مرمى نيران داخلية

واجه رئيس وزراء الاحتلال  الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، انتقادات لاذعة من الوسط واليسار في إسرائيل، بعد الإعلان عن توقيع اتفاق للتهدئة مع الفصائل الفلسطينية، ووقف التصعيد ضد قطاع غزة.
وكتب زعيم المعارضة ورئيس حزب “أزرق أبيض” بيني غانتس في تغريدة على “تويتر” “أن إطلاق حوالي سبعمائة قذيفة ومقتل أربعة مواطنين وجرح آخرين كثيرين، كل ذلك ناجم عن فقدان هيبة الردع الإسرائيلي”.

ووصف غانتس وقف إطلاق النار بأنه “رضوخ آخر لابتزاز حماس وغيرها من المنظمات”.

أما رئيس كتلة حزب “العمل” المعارض ايتسيك شمولي فقال لهيئة البث الإسرائيلية “ما من شيء يغاير المعادلة سوى تسديد ضربات قاسية لحماس إلى جانب مبادرة سياسية لعزلها”.

ولم تقتصر الانتقادات على المعارضة إذ قال القيادي في حزب “الليكود” اليميني جدعون ساعر في تغريدة على “تويتر” “لا يوجد مصلحة لإسرائيل في ذلك”.

 

قدرات كتائب القسام

قدرات المقاومة وتكتيكاتها اختلفت، فإطلاق المقاومة مئات الصواريخ في التصعيد الأخير، هو رقم غير مسبوق في تاريخ الصراع، إضافة إلى تجاوز الصواريخ القبة الحديدية وإصابتها أهدافها بشكل مباشر في معظم الرشقات.
موقع “ماكو” العبري قال، في فبراير من عام 2017، إن قدرات كتائب القسام أصبح من الصعب التعرف عليها الآن بعد امتلاكها أسلحة متطورة، ومن ضمنها الصواريخ والطائرات من دون طيار، جنباً إلى جنب مع قدرات الإنترنت والوحدات المتخصصة المبنية على نموذج جيش وطني.