في تصريح جديد يعكس تراجع الموقف الأمريكي أمام صلابة المقاومة الفلسطينية، قال ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للشرق الأوسط، إن خطة ترامب بشأن غزة “لم تكن تهدف إلى طرد الفلسطينيين” بل إلى “إثارة العرب للتفكير في حلول مختلفة”.
جاء هذا التصريح خلال منتدى استثماري استضافته السعودية في ميامي يوم الخميس، في محاولة واضحة لتبرير الطرح المثير للجدل الذي سبق أن قدمه ترامب بشأن القضية الفلسطينية.
لكن هذا التبرير لا يخفي الحقيقة الواضحة: ترامب، الذي اعتاد فرض أجندته بالقوة، وجد نفسه أمام مقاومة فلسطينية صلبة لم تنكسر أمام ضغوط الحصار والعدوان، مما أجبره على التراجع وإعادة النظر في حساباته.
فالمقاومة التي نجحت في فرض معادلاتها الميدانية والسياسية باتت لاعبًا لا يمكن تجاوزه، وهو ما دفع إدارة ترامب في نهاية المطاف إلى تغيير استراتيجيتها الخطابية بعدما اصطدمت بجدار الصمود الفلسطيني.
الفرق بين نهج المقاومة والموقف العربي الرسمي
يتناقض تراجع ترامب الواضح مع موقف بعض الأنظمة العربية التي هرولت نحو تبني رؤيته والتطبيع معه دون شروط، على أمل كسب ود واشنطن، فيما حاول آخرون طرح أفكار تسعى لإرضاء ترامب مقابل العزوف عن فكرته.
لكن وسط كل هذا وقفت المقاومة على أرضها رافضة أي حلول تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني، سارع بعض القادة العرب إلى تقديم تنازلات مجانية، بل والترويج للأفكار الأمريكية وكأنها “فرص للسلام”، رغم وضوح نوايا واشنطن في فرض أجندة تصفية القضية الفلسطينية وعلى رأس تلك الدول الإمارات.
ويتكوف، بمحاولته إعادة صياغة طرح ترامب، يعكس فشل النهج الأمريكي في فرض الأمر الواقع على الفلسطينيين، لكنه في الوقت نفسه يكشف حجم الاستعداد العربي الرسمي للتماهي مع أي مبادرة أمريكية، حتى وإن جاءت على حساب الحقوق الفلسطينية.
ترامب بين التهديد والتراجع.. المقاومة تنتصر
ما حدث خلال السنوات الأخيرة هو تأكيد جديد على أن الاحتلال وحلفاءه، رغم محاولاتهم المستمرة لتصفية القضية الفلسطينية، لم يتمكنوا من كسر إرادة الفلسطينيين، فبينما حاول ترامب فرض حلوله بالقوة، جاء رد المقاومة عمليًا: المواجهة لا الاستسلام، والصمود لا المساومة.
واليوم، ومع اعتراف ويتكوف بأن تصريحات ترامب كانت مجرد “إثارة لنقاش”، يتضح أن هذه التصريحات لم تكن إلا اعترافًا ضمنيًا بالفشل أمام إرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته.
ما يجري اليوم ليس مجرد تراجع في الخطاب السياسي لترامب، بل هو تأكيد جديد على أن من يملك القرار على الأرض هو من يصمد ويقاوم، وليس من ينصاع للإملاءات الخارجية.
اقرأ أيضًا : وزير خارجية تونس الأسبق: الاحتلال يريد زرع اليأس في غزة.. والأنظمة العربية في دائرة الاتهام!
اضف تعليقا