طالب خالد الجبري، نجل رجل الاستخبارات السعودي السابق سعد الجبري، بفرض عقوبات على الحكومة السعودية؛ بسبب وقوفها إلى جانب روسيا التي تشن غزوا عسكريا على أوكرانيا منذ نحو شهر.
وقال الجبري في مقال مشترك مع الباحثة أنيل شيلين، في مجلة “فورين بوليسي”، إنه في الوقت الذي تقف فيه واشنطن وحلفاؤها موحدين ضد الغزو الروسي، تصطف الرياض إلى جانب موسكو؛ من خلال عدم إدانة الغزو بشكل واضح، وتأكيد التزامها باتفاقية “أوبك+” الخاصة بمعدل إنتاج النفط. وطالب الجبري إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بفرض عقوبات على السعودية.
وقال: “يجب أن ينتهز بايدن الفرصة لإعادة التفكير بشكل أساسي في علاقة أمريكا مع النظام السعودي، بما في ذلك إنهاء جميع مبيعات الأسلحة، وتعليق عقود الصيانة للجيش السعودي”.
ورأى الجبري أن “هذا فقط هو ما سيثبت الخطر الذي تتعرض له الرياض لفقدان شريكها الأمني الوحيد المستقر”.
وتابع بأنه “على الرغم من التعنت السعودي، أرسلت إدارة بايدن مؤخرًا أنظمة باتريوت إضافية مضادة للصواريخ إلى المملكة، حيث ضربت هجمات الحوثيين منشآت المياه والطاقة السعودية”.
وجاء في المقال أن “عدم رغبة السعودية في زيادة إنتاج النفط استجابة لطلب بايدن، يمثل أحدث علامة على تغيير الولاءات. طوال سبعة عقود من الشراكة، عملت واشنطن كضامن الأمن الرئيسي للرياض. وفي المقابل، نسق معظم الملوك السعوديين عن كثب مع الولايات المتحدة بشأن قضايا الطاقة. ومع ذلك، منذ أن عزز محمد بن سلمان سلطته، توترت العلاقات الثنائية بشكل متزايد؛ بسبب قرارات السياسة الخارجية السعودية المتهورة، بما في ذلك الحرب التي دامت سبع سنوات على اليمن، فضلاً عن سجل حقوق الإنسان المتدهور، الذي يتجلى بشكل صارخ في جريمة القتل الشنيعة التي تعرض لها الصحفي جمال خاشقجي”.
وأضاف أنه “على عكس الولايات المتحدة، ليس لروسيا والصين تاريخ في حماية المملكة العربية السعودية، ولا أي وجود عسكري ذي مغزى في الخليج”. وتابع: “مثل بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ، يفضل الحكام السعوديون نموذجًا استبداديًا للرأسمالية، بالإضافة إلى نظام عالمي بديل مبني على البقاء الاستبدادي، واستبعاد حقوق الإنسان من العلاقات بين دولة وأخرى”.
وبحسب المقال، فإن “الغضب الغربي المستمر من ابن سلمان بسبب جريمة خاشقجي، ربما قد يكون أقنع ولي العهد بأن جهوده لإعادة تصحيح صورة بلده أمام الغرب قد باءت بالفشل. وبدلاً من ذلك، تمثل الصين وروسيا شريكين لن يعاقبوه مطلقًا لقتله صحفيًا”. ولفت إلى أن روسيا قد تساعد بن سلمان في ارتكاب جرائم مماثلة.
وتابع: “مع ذلك، فإن الرهان على الضمانات الأمنية الصينية والروسية يمثل مقامرة. على عكس الولايات المتحدة، ليس لروسيا والصين تاريخ في حماية السعودية، ولا أي وجود عسكري ذي مغزى في الخليج. إذا قررت المملكة نقل جيشها بعيدًا عن المعدات أمريكية الصنع، فستستغرق العملية عقودًا ومئات المليارات من الدولارات”.
وأضاف: “علاوة على ذلك، تتمتع كل من الصين وروسيا بعلاقات وثيقة ومتبادلة المنفعة مع إيران، التي من غير المرجح أن يضحوا بها من أجل مشاعر السعوديين. عند التحدث إلى الأمريكيين، أصر السعوديون منذ فترة طويلة على ضمانات أكبر من أي وقت مضى لحماية الولايات المتحدة ضد إيران والجماعات التي تدعمها في جميع أنحاء المنطقة. إذا كانت الرياض على استعداد للتغاضي عن مثل هذه المخاوف من أجل الشراكة مع بكين أو موسكو، فسيكون من الواضح أن هذا الموقف كان يهدف إلى حد كبير للعب على عدم ثقة واشنطن المستمرة في طهران”.
اضف تعليقا