وجه المرشد الأعلى للثورة الإيرانية “علي خامنئي”، مجددًا اتهاماته للولايات المتحدة، بخلق العداء للإيرانيين، منذ عقود، لافتا إلى أنهم لن يرضخوا لها ولن يشاركوها في أي محادثات.

وفي كلمة له، الأحد، قال “خامنئي”: أمام آلاف الطلاب بمناسبة الذكرى الأربعين لاقتحام السفارة الأمريكية في طهران: “أحد سبل الحد من نفوذ أمريكا هو رفض إجراء أي محادثات معها.. هذا يعني أن إيران لن ترضخ لضغوط أمريكا”.

وأضاف: “من يعتقدون أن المفاوضات مع العدو ستحل مشكلاتنا مخطئون 100%”.

ولفت المرشد الإيراني، إلى أن الخلاف بين أمريكا وإيران لم يبدأ منذ اقتحام سفارتها في طهران، بل منذ الانقلاب على حكومة رئيس الوزراء السابق “محمد مصدق”.

وتابع: “أمريكا لم تتغير مطلقا منذ أن نفى نظام الشاه الإمام الخميني في نوفمبر/تشرين الثاني 1964”.

وتابع: “أمريكا المستذئبة والديكتاتورية العالمية الشريرة التي لم تعرف حدودها لم تتغير، فقد باتت أضعف مما كانت عليه عام 1964، لكنها اليوم أكثر وقاحة وتوحشا”.

وأكد “خامنئي” أن “أمريكا تعادي الشعب الإيراني منذ عقود، واليوم تفرض العقوبات وتهدد وتسيء وتخلق لنا المشكلات”.

وأضاف: “أهم رد مقابل العداء الأمريكي لإيران هو إغلاق الطريق عليها، أمام اختراقها السياسي مجددا داخل البلاد”.

وأشار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية إلى أن “الثورة الإيرانية كانت ضد الولايات المتحدة بشكل أساسي، والشعب الإيراني أطلق شعارات ضد أمريكا.. وهي فعلت كل ما بوسعها من اعتداءات على إيران منذ 40 عاما، سواء بالحصار أو محاولات التقسيم والانقلاب، لكننا أغلقنا الطريق أمامها”.

واقتحم الإيرانيون السفارة الأمريكية في طهران في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 1979، عقب انتصار ثورتهم على الشاه “محمد رضا بهلوي”.

وأدى الحادث إلى أزمة بين إيران وأمريكا باتت تعرف بـ”أزمة الرهائن”.

وانسحبت إدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، العام الماضي، من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى الكبرى عام 2015، وعاودت فرض عقوبات في حملة “الضغط الأقصى” المصممة لإجبار إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات.

ويريد “ترامب” صفقة أوسع من شأنها أن تحد من برنامج الصواريخ الباليسيتية الإيرانية، بالإضافة إلى أنشطتها الإقليمية، إلا أن طهران تؤكد أنها لن تدخل في أي مفاوضات مع الولايات المتحدة ما لم تظهر واشنطن “حسن النية”.