تواجه شركة “المراعي” السعودية صعوبات كبيرة في تسويق نفسها من جديد محلياً وخارجياً، مقابل خسائر باتت مرهقة غير مسيطر عليها، منذ حصار قطر في يونيو 2017، إلى اليوم.

ويرى اقتصاديون أن الشركة السعودية تدفع ثمن خطط وسياسات ولي العهد محمد بن سلمان لتحديث الاقتصاد، الذي يزداد سوءً بمرور الأيام.

وفي أحدث البيانات المنشور يوليو 2019، للافصاح عن حجم المبيعات، أظهرت النتائج انخفاضاً كبيراً في الأرباح الصافية خلال الربع الثاني من العام 2019، إذ بلغ نحو 12%، مقارنة بالفترة المماثلة من العام 2018.

النزيف الاقتصادي للشركة التي كانت رائدة في المنتجات الغذائية، خليجياً وعربياً، قبل صعود نجم محمد بن سلمان، لم يتوقف منذ أكثر من عامين، وبيانات الشركة تشير إلى ذلك، ففي النصف الأول من العام 2019، انخفضت الأرباح نحو 9% على أساس سنوي، بحسب ما ذكر تلفزيون “CNBC”.

ومنذ تولي بن سلمان ولاية العهد، انتهجت المملكة سياسة تقوم على رفع الضرائب، وأسعار المنتجات المدعومة من الدولة.

ورغم أن سياسة بن سلمان “العشوائية” وما تعرف بـ”رؤية 2030″ كانت أبرز أسباب تراجع نمو أرباح الشركة، لكنها ترجع أسباب تراجع أرباحها لأسباب منها ارتفاع مصاريف البيع والتوزيع وانكماش السوق وتأثّر مبيعات التصدير وضريبة القيمة المضافة وانخفاض أعداد المقيمين بالإضافة إلى حصار قطر.

الخسائر المتتالية منذ عام 2017، فاقمت أيضاً المشاكل الإدارية داخل الشركة، ليعلن الرئيس التنفيذي للشركة “الويس هوفباور” تقديم استقالته من منصبه، وتعيين “جورج شوردريه” بدلاً منه، وذلك بالتزامن مع بيانات الإفصاح عن خسائر النصف الأول من العام 2019.

وبحسب البيانات الرسمية، انخفضت أرباح الشركة السعودية 28% في الربع الأخير من العام 2018، في حين بلغ صافي أرباح أكبر شركة ألبان خليجية، 367 مليون ريال (97.9 مليون دولار) في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام نفسه، مقابل 513 مليون ريال (136 مليون دولار) في الربع المماثل من العام 2017.

أما على المستوى السنوي، فقد بلغت أرباح الشركة ملياري ريال (نحو 530 مليون دولار) في 2018، مقابل 2.18 مليار ريال (نحو 580 مليار دولار) في العام 2017، بانخفاض 8%. في حين تراجعت إيرادات الشركة لسنة كاملة من 13.9 مليار ريال (نحو 3.71 مليار دولار) في 2017 إلى 13.7 مليار ريال (3.65 مليار دولار) في العام 2016.

ودفعت الخسائر السنوية شركة المراعي ورحلة البحث عن مصادر تمويل بهدف استمرار إنتاجها  “المتعثر”، وذهبت إلى الطريق الخطأ على ما يبدو، إذ لم تعالج مشاكلها الإدارية وتوسيع مبيعاتها في الخارج، بل رفعت أسعار منتجات الألبان بنسب وصلت إلى 9%، الأمر الذي أثار استياء شعبياً كان حاضراً بقوة على شبكات التواصل الاجتماعي وسط دعوات لمقاطعة “المراعي”، بحسب ما ذكرت جمعية حماية المستهلك السعودية، الذي انتقد الشركة على تبريراتها في رفع الأسعار.