في ظل الأحداث الدامية التي تعصف بقطاع غزة منذ أكتوبر 2023، وتفاقم معاناة الشعب الفلسطيني نتيجة الحرب الإسرائيلية المدمرة، تأتي المواقف الأخيرة للرئيس الفلسطيني محمود عباس لتثير جدلاً واسعًا حول دوره الحقيقي في القضية الفلسطينية. 

رسالة عباس الأخيرة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي أعلن فيها تأييده لنزع سلاح حركة حماس واستقدام قوات دولية إلى الأراضي الفلسطينية، ليست مجرد خطوة سياسية عادية، بل تمثل خيانة واضحة لمقاومة شعبه ووقوفه جانب الاحتلال الإسرائيلي.

دعم عباس لنزع سلاح حماس: تدمير المقاومة الفلسطينية

عباس الذي يتحدث اليوم عن دولة فلسطينية “غير عسكرية” وعن ترتيبات أمنية تحت حماية دولية، يتناسى أن المقاومة هي التي تحمي الفلسطينيين من اعتداءات الاحتلال التي لا تتوقف. 

موقفه من نزع سلاح حماس يعني عمليًا تفكيك البنية الدفاعية الوحيدة التي يحتمي بها الشعب الفلسطيني في غزة، ويمهد الطريق لاحتلال كامل بلا مقاومة فعلية. 

هذا الموقف يعكس تحالفًا غير معلن مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي يسعى إلى إضعاف الفلسطينيين وطمس حقهم في الدفاع عن أنفسهم.

الاستعداد لاستقدام قوات دولية: تفريغ الأرض من المقاومة

الدعوة التي وجهها عباس لاستقدام قوات عربية ودولية تحت تفويض من مجلس الأمن، ليست سوى محاولة لتثبيت الاحتلال عبر سلطة فلسطينية متعاونة ترعى استمرار الهيمنة الإسرائيلية. 

هذه القوات، إذا ما نُفذت، ستكون أداة لقمع المقاومة وفرض سياسات الاحتلال، بدلًا من أن تكون قوة حماية للشعب الفلسطيني. عباس بهذا يعزز مشروع الاحتلال ويدعم تقسيم الأرض والسيطرة عليها، بدلًا من السعي لوحدة وطنية ومقاومة مشتركة.

تعهد عباس بإصلاح السلطة وانتخابات تحت إشراف دولي: استمرار السيطرة على الساحة الفلسطينية

الإعلان عن إجراء انتخابات تحت إشراف دولي، في ظل رفض واضح للانتخابات الحرة والموحدة، يُفسر على أنه محاولة لترسيخ حكم عباس والنظام الذي يمثل الاحتلال من خلال السلطة الفلسطينية. 

هذا الإعلان يأتي في وقتٍ يُقمع فيه المعارضون الفلسطينيون، ويُعتقل المقاومون، ويُسجن الشرفاء الذين يرفضون التنسيق الأمني مع الاحتلال. 

الإصلاح الذي يتحدث عنه عباس ليس سوى إعادة تلميع نظام السلطة ليبدو شرعياً أمام المجتمع الدولي، بينما الواقع يشير إلى استمرار السيطرة الإسرائيلية عبر هذا النظام المتآمر.

ترحيب فرنسا والغرب: مؤامرة دولية ضد القضية الفلسطينية

الترحيب الفرنسي الرسمي بخطوات عباس وتوصيفها بـ”الالتزامات غير المسبوقة” يُظهر بوضوح كيف أن بعض القوى الدولية باتت تدعم فصل المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية عبر محاولات دمج عباس في مشروع الاحتلال. تصريحات ماكرون حول ضرورة نزع سلاح حماس ومنع مشاركتها في الحكم تؤكد وجود خطة دولية لتفكيك المقاومة وشرعنة الاحتلال على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.

خلاصة: عباس بين خيانة المقاومة وتصفية القضية

الرئيس محمود عباس اليوم لا يقف مع شعبه، بل مع من يسعون إلى تصفية القضية الفلسطينية وإضعاف المقاومة التي هي جوهر التحرر. 

موقفه من نزع سلاح حماس واستقدام قوات دولية يشكل خيانة للقضية، ويعزز مشروع الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي.

بينما يعاني الفلسطينيون مذابح وحصارًا، يوقع عباس على استسلام جديد، متنازلًا عن حقوق شعبه ومصالحه، ومدعوماً من دول غربية تدفع نحو تسوية لا تعترف بحق الفلسطينيين في الحرية والكرامة.

إذا استمر هذا النهج، فستتحول السلطة الفلسطينية إلى أداة طيعة للاحتلال، وستبقى القضية الفلسطينية في مأزق طويل لا يرى فيه الفلسطينيون سوى المزيد من الألم والخذلان.

اقرأ أيضًا : اسـ ـتشـ ـهـ!د 3 مسعفين وصحفي في غزة.. تواطؤ الحكام العرب مستمر