قبل أيام، ظهرت داليا زيادة في الولايات المتحدة، في مشهد لم يكن مفاجئًا لمن يعرف حقيقتها، حيث ظهرت في مقطع فيديو في أحضان أحد الصهاينة يتبادلان المدح والإشادة ببعضهما البعض. في تلك اللحظات، كانت داليا تهاجم الدول العربية، تحقر مواقفها تجاه إسرائيل، وتدعو علنًا إلى التطبيع الكامل مع الاحتلال، مبررةً جرائمه الوحشية ضد الفلسطينيين، بل ومطالبةً الدول العربية بدعمه بدلًا من مواجهته!

هذا الظهور ليس الأول، بل هو امتداد لمسيرة طويلة من العمالة والخيانة، حيث كرست داليا زيادة حياتها للدفاع عن الاحتلال وتبرير جرائمه.

سنوات من العار والولاء للاحتلال

داليا زيادة لم تكن يومًا منحازة لقضايا العدل والإنسانية، بل بدأت مسيرتها الوقحة منذ سنوات كأداةً في يد إسرائيل، تعمل على تحسين صورتها، وتشويه كل من يقاومها. لم يكن دعمها للاحتلال مجرد تصريحات عابرة، بل استراتيجية متكاملة بدأت منذ أكثر من عقد، حيث ظهرت في لقاءات مع مسؤولين صهاينة، وشاركت في ندوات تهدف إلى تلميع الاحتلال وتزييف الواقع.

  • عام 2013: شاركت في مؤتمر “المنتدى العالمي للدفاع عن اليهود”، حيث بدأت علاقتها العلنية مع الصهاينة.
  • عام 2018 ظهرت في لقاءات مع شخصيات إسرائيلية للترويج للتطبيع مع الاحتلال، متجاهلة جرائمه بحق الفلسطينيين.
  • عام 2023 بعد بدء العدوان على غزة، تبنّت داليا خطاب الاحتلال بالكامل، ووصفت حرب الإبادة التي تنفذها إسرائيل بأنها “حرب ضد الإرهاب”، محملةً الفلسطينيين المسؤولية عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضدهم!
  • نوفمبر/تشرين الثاني 2023 غادرت مصر بعد موجة انتقادات واسعة، وظهرت فور وصولها إلى الخارج في لقاءات مع شخصيات صهيونية، أبرزها فلور حسن ناحوم، نائبة عمدة القدس، وهي من أبرز الشخصيات الإسرائيلية التي تعمل على تحسين صورة الاحتلال دوليًا.
  • عام 2024 استمرت في نشر تصريحات عدائية ضد الفلسطينيين والعرب، واصفةً كل من يرفض التطبيع بأنه “عائق أمام السلام”، متناسية أن الاحتلال هو أساس كل الصراعات في المنطقة، وشاركت في عدة مؤتمرات ومنتديات حول العالم للدفاع عن صورة إسرائيل وتلميع سمعتها.

تسترت بالدفاع عن حقوق الإنسان لتبرير جرائم الاحتلال

لطالما ادّعت داليا زيادة أنها تدافع عن حقوق الإنسان والديمقراطية، لكنها في الواقع لم تكن يومًا سوى بوق رخيص يردد ما يُطلب منه. لم تفتح فمها يومًا لإدانة الأنظمة القمعية التي تمارس أبشع الانتهاكات بحق شعوبها، ولم تُسمع لها كلمة واحدة تنتقد أي ديكتاتور عربي، طالما أنه يحافظ على الصمت تجاه إسرائيل. لم تتحدث عن القتل خارج إطار القانون، ولا عن الاعتقالات التعسفية، ولا التعذيب داخل السجون، ولا عن القمع السياسي الذي يسحق الأصوات المعارضة، لكنها في المقابل تتحول إلى أداة شرسة ومهووسة بمهاجمة أي حكومة عربية، حتى لو أصدرت مجرد تصريح شكلي يدين الاحتلال، وكأن ذلك التصريح يشكل تهديدًا وجوديًا لها ولمن تمثلهم.

لم تنبس ببنت شفة عن مجازر الاحتلال، لم تُدِن قصف المستشفيات ولا قتل الأطفال ولا تدمير البيوت فوق رؤوس سكانها. لم تتحدث يومًا عن الحصار المفروض على غزة الذي يمنع عن أهلها الغذاء والدواء، ولم تُبدِ أي تعاطف مع الأسرى الفلسطينيين الذين يقضون سنوات شبابهم في زنازين الاحتلال تحت التعذيب والقهر والحرمان من أبسط الحقوق. لم تتجرأ على الإشارة إلى إسرائيل كمصدر رئيسي للاضطراب في المنطقة، ولم تعترف أن وجود الاحتلال نفسه هو أصل الفوضى وانعدام الاستقرار.

لكنها، في المقابل، وجّهت كل سهامها نحو المقاومة الفلسطينية، وهاجمت كل من يرفع رأسه ليواجه الاحتلال. في خطابها المُضلِّل، تصف المقاومة بأنها “سبب الفوضى في المنطقة”، متناسيةً أن الاحتلال كان موجودًا قبل ظهور المقاومة، وأن إسرائيل نفسها قامت على الإرهاب والمجازر وتهجير السكان الأصليين من أرضهم. تتجاهل كل ذلك وتصر على تصوير الفلسطينيين بأنهم الجناة، وتختلق الأكاذيب لتجعل من القاتل ضحية ومن الضحية مجرمًا.

تبيع نفسها لمن يدفع أكثر

من يتابع تحركات داليا زيادة يدرك أن مواقفها ليست مجرد “آراء شخصية”، بل هي جزء من حملة مدفوعة الأجر، تنفذها بإتقان لصالح الاحتلال. لم تأتِ هذه التصريحات من قناعات ذاتية، بل من أوامر واضحة تتلقاها ممن يشرفون على مشروعها المشبوه. هي واحدة من تلك الأدوات التي تستخدمها إسرائيل في المنطقة، فتُقدَّم على أنها “محللة سياسية”، أو “مدافعة عن الديمقراطية”، بينما حقيقتها أبسط وأحقر من ذلك: مجرد دمية تحركها الأصابع الصهيونية كيفما تشاء.

لأجل هذا الدور، فتحت لها الأبواب في مؤسسات بحثية إسرائيلية، حيث أصبحت ضيفة دائمة في ندواتهم ومنتدياتهم، تقدَّم هناك كـ”وجه عربي مستنير” يدعو إلى التطبيع، ويروج لرواية الاحتلال، ويطالب العرب بقبول الأمر الواقع والاستسلام لهيمنة إسرائيل. لم تتوقف عند هذا الحد، بل تلقت دعمًا وتمويلًا من منظمات مشبوهة تعمل على تحسين صورة إسرائيل في العالم العربي، مقابل أن تتولى شيطنة كل من يرفض الاحتلال، وأن تروج لفكرة أن “المشكلة ليست إسرائيل، بل العرب أنفسهم”، في محاولة مفضوحة لقلب الحقائق والتغطية على الجرائم الصهيونية.

 

ليست مجرد خائنة.. بل نموذج للانحطاط والعمالة

إن داليا زيادة لم تكن يومًا سوى خائنة مأجورة، تعمل لصالح من يدفع أكثر، لا تملك موقفًا شريفًا ولا مبادئ تدافع عنها. هي ليست مجرد امرأة ضالة، بل مشروع صهيوني متكامل، يهدف إلى طمس الحقيقة وتشويه الضحايا وتقديم المجرمين كأبرياء. ولكن مهما اجتهدت في دورها، فإن صوت الحق أقوى، ومهما حاولت تبرير الاحتلال وشيطنة المقاومة، ستظل فلسطين قضية العدل، وسيبقى التاريخ شاهدًا على خيانة من باعوا أنفسهم مقابل حفنة من الدولارات.