نقلت صحيفة الدايلي ميل البريطانية استغاثات عائلة المواطن الأسترالي (وليد يوسف – 45 عاماً) المطالبة بالإفراج عنه بعد قضاء أكثر من 8 أشهر داخل السجون المصرية، والتي يعاني داخلها من سوء المعاملة، ومهدد بخطر الإصابة بفيروس كوفيد-١٩ بسبب أوضاع الاحتجاز الكارثية.

وبحسب السيدة فادية زوجة السيد يوسف، فإنه اعتقل في يناير/كانون الثاني الماضي أثناء تواجده بصحبة الأسرة في إجازة سنوية بمصر، وذلك على خلفية إعجابه بـ “منشور على فيسبوك” يعود تاريخه إلى 2012، كان قد نشره مرشح رئاسي سابق، تعرض هو أيضاً للاعتقال والحبس في عهد السيسي.

وليد يوسف -هو مواطن استرالي من أصل مصري – يدير شركة لتصنيع الأسمنت في سيدني بعد هجرته إلى البلاد في منتصف العشرينات من عمره، أمضى الأظهر الثمانية الماضية محبوساً داخل سجن طرة بالقاهرة، والذي يُصنف بأنه الأسوأ في الشرق الأوسط- حيث يحتجز داخل زنزانة مكتظة بالنزلاء وتفتقر إلى أدنى معايير المعيشة الأدمية أو الصحية، وما يزيد من خطورة الأمر، تفشي فيروس كورونا داخل السجن مع فشل إدارة المقر في السيطرة عليه.

هيئة الدفاع عن السيد يوسف، والمكونة من كل من كاويلفيون غالاغر وجينيفر روبنسوني، سكوت موريسون، قاموا بشن حملة ضخمة للضغط على الحكومة الأسترالية والرأي العام للتخلي عما أطلقوا عليه “الدبلوماسية الهادئة” والتدخل من أجل إطلاق سراح السيد يوسف.

ونقلاً عن تصريحات المحامين لصحيفة ” Sydney Morning Herald” فإن السيد يوسف محتجز بصورة غير قانونية داخل زنزانة قذرة وضيقة للغاية يتقاسمها مع 17 آخرين.
وأكد المحامون أن عملية احتجاز السيد يوسف تعتبر انتهاكاً للقانون الدولي خاصة وأن العديد من الاستئناف الذي قُدم للإفراج عن السيد يوسف في يناير/كانون الثاني تم رفضه، وتم تأجيل الاستئناف الثاني بسبب ظروف فيروس كورونا، مضيفين أنه تم تمديد اعتقاله ست مرات دون إبداء الأسباب.
كما دعا المحامون المقررين الخاصين للأمم المتحدة وفريق العمل المعني بالاحتجاز التعسفي إلى اتخاذ إجراءات اللازمة لضمان الإفراج عن السيد يوسف.

إن الانتهاكات التي تشوب اعتقال السيد يوسف، لا تتعلق بكونه اعتقالاً غير قانونياً وحسب، بل إنه يهدد حياته بسبب النظام الصحي المهترئ الذي تعاني منه منظومة السجون المصرية، فضلاً عن ورود تقارير عن وفيات نتيجة فيروس كورونا داخل سجن طرة نفسه -مقر احتجاز السيد يوسف-، بالإضافة عن عشرات الوفيات بين المعتقلين وضباط السجون الأخرى بسبب الوباء المنتشر.

مما يجدر الإشارة إليه أن سجن طرة الذي يحتجز فيه السيد يوسف، هو ذاته السجن الذي احتُجز فيه الصحفي الأسترالي بيتر غريست لأكثر من عام قبل إطلاق سراحه بعد ضغوط دولية، والذي أكد أنه مكان موبوء وغير آمن.

انتهاكات النظام المصري في حق السيد يوسف لم تتوقف عند اعتقاله، بل امتدت لتطال أسرته، حيث أُجبرت السيد فادية زوجة السيد يوسف وابنيهما الصغيرين على العودة إلى أستراليا ولم يتمكنوا من العودة إلى مصر منذ ذلك الحين بسبب إجراءات حظر السفر المتبعة بعد كورونا، ما ضاعف من معاناة الأسرة وذويها المعتقل.

في حوارها للصحيفة قالت السيدة فادية “زوجي في السجن بزعم إعجابه بمنشور بريء على فيسبوك منذ سنوات… لم يرتكب أي خطأ ولا جريمة، لكنه محتجز في السجن حيث يموت الناس بسبب كورونا… نشعر بالرعب من أن يمرض ولا يتمكن من العودة إلى المنزل مرة أخرى”، خاصة في ظل السمعة السيئة التي تتمتع بها السجون المصرية.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا