شهد حفل تأبين الملكة إليزابيث الثانية أول ظهور علني في المناسبات العامة للأميرة هيا بنت الحسين وعمها الأمير حسن بن طلال في حفل تأبين الملكة في قلعة وندسور.

وجاءت الأميرة لتقدم العزاء في الملكة الراحلة مع عمها الأمير الحسن بن طلال -ولي العهد السابق للأردن- صباحاً في كنيسة القديس جورج.

جاء ذلك بعد يوم من قيام زوجها السابق، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بزيارة قصر باكنغهام للقاء الملك تشارلز عشية جنازة الملكة، الذي أقيمت الاثنين 19 سبتمبر/أيلول.

أن يجتمع الطرفان، الأميرة وزوجها السابق، في مكان واحد بعد سنوات من المعارك القضائية والخلافات الأسرية من شأنه أن يتسبب في حرج للاثنين، خاصة بعد حكم المحكمة البريطانية لصالح الأميرة في قضية حضانة الأبناء.

المحكمة البريطانية وجدت أن رئيس وزراء الإمارات الشيخ محمد -صديق الملكة الراحلة- ساهم في اختطاف ابنتيه، والاحتفاظ بهما كرهائن رغماً عنهما، فضلًا عن الحكم منح المحكمة العليا في لندن -العام الماضي- الأميرة هيا الحضانة الكاملة لطفليها من الشيخ محمد بعد معركة طلاق طويلة.

كما حصلت هيا، بموجب حكم قضائي- على 554 مليون جنيه إسترليني – وهي أكبر تسوية طلاق على الإطلاق في المملكة المتحدة – والتي سيتم إنفاقها بشكل أساسي على تأمين طفليها جليلة، 14 عامًا، وزايد، تسع سنوات.

منذ ذلك الحين، فضلت الأميرة هيا الابتعاد عن الظهور العلني، واستقرت في الريف الإنجليزي، مع الاحتفاظ بعلاقة صداقة مع الملكة التي كانت تزورها هي وزوجها السابق -الشيخ محمد- باستمرار لحضور سباقات الخيول الملكية.

كانت واحدة من العديد من الأصدقاء المقربين لصاحبة الجلالة الذين حضروا حفل التأبين في كنيسة سانت جورج في وندسور الاثنين، حيث دفنت الملكة أخيرًا بعد أكثر من أسبوع من الحداد الوطني.

بينما حضرت الأميرة حفل التأبين، لم تحضر جنازة الملكة في دير وستمنستر، لكن أخيها عير الشقيق العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حضر ممثلاً عن الأردن مع زوجته الملكة رانيا.

عن وفاة الملكة، عبرت الأميرة هيا عن حزنها العميق، مشيرة إلى أن الملكة كانت عزيزة عليها، وقدمت لها التعازي والمواساة في وفاة والدتها في حادث تحطم مروحية عام 1977، وفي وفاة والدها الملك حسين عام 1999.

وقالت الأميرة هيا في حديثها لرويترز بالقرب من منزلها قبل أيام قليلة: “أعتقد أننا لن نرى أبدًا ملكة مثل إليزابيث مرة أخرى… هي ملكة لم نر مثلها من قبل، ولن تتكرر”.

وأضافت “أتذكر أنه بعد وفاة والدي الراحل، وكذلك والدتي، كانت صاحبة الجلالة في غاية اللطف بكلماتها الرقيقة التي واستني بها أنا وشقيقي علي… لقد كانت قدوة ومصدر إلهام”.

وتابعت “كانت متواجدة بجانبي في كل مراحل حياتي… لا أذكر أنني اتخذت قرارًا في حياتي وإلا وفكرت في رأي الملكة أو ردة فعلها: ماذا ستقول الملكة عن هذا؟ كيف ستتصرف الملكة إذا واجهها هذا الموقف”.

وكانت الأميرة، التي تلقت تعليمها في إنجلترا وذهبت إلى جامعة أكسفورد عندما كانت صغيرة، قد تقدمت بطلب الطلاق من الشيخ محمد في عام 2019.

هربت الأميرة هيا من دبي إلى بريطانيا في عام 2019 خوفًا على سلامتها، ونجحت أمام المحكمة في إثبات أن أطفالها سيكونون في خطر التعرض للاختطاف من قبل والدهم بعد أن ادعت في المحكمة أنه أعاد الأميرات لطيفة وشمسة قسرًا عندما حاولا الفرار من الإمارات العربية المتحدة.

واختُطفت الأميرة لطيفة من يخت قبالة سواحل الهند عام 2017، فيما اختُطفت الأميرة شمسة أثناء وجودها في كامبريدج وعادت قسرًا إلى دبي عام 2000.

في إجراءات الطلاق، أمرت المحكمة الشيخ محمد بدفع 554 مليون جنيه إسترليني لزوجته السابقة، وبموجب الحكم، يجب على الشيخ محمد أيضًا تقديم ضمان مصرفي في بنك HSBC بقيمة 290 مليون جنيه إسترليني لأطفاله.

وقال محامو الأميرة إن هناك حاجة إلى إجراءات أمنية مشددة لإبقائها وأطفالها في مأمن من زوجها السابق.

أعلن السيد مور في حكم صدر في 73 صفحة أن هناك “خطرًا واضحًا ومستمرًا” على أميرة وطفليها الصغيرين وأن الشيخ محمد يمثل “التهديد الرئيسي لها”.

كما تبين أن الشيخ محمد قام بعمل “اختراق” لهواتف زوجته السابقة ومحاميها، بمن فيهم البارونة فيونا شاكلتون.

في سياق متصل، قالت الفنلندية تينا جوهياينن -صديقة مقربة للأميرة لطيفة- في وقت سابق قبل الجنازة إن الشيخ محمد بن راشد غير جدير بالحضور في مثل هذه المناسبة الهامة، مشيرة أنه ما كان ينبغي إرسال دعوة إليه.

وفي تصريحات لـ MailOnline قالت جوهياينن إن قصر باكنغهام والحكومة البريطانية يجب أن يجاهلا حاكم دبي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان آل سعود بسبب سمعتهما الملوثة بجرائم وحشية وانتهاكات لا حصر لها ضد حقوق الإنسان.

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا