في وقت سابق من هذا الشهر أرسل عدد من السفراء العرب في لندن رسالة خاصة إلى رئيسة الوزراء ليز تروس لحثها على عدم المضي قدمًا في عملية نقل السفارة البريطانية إلى القدس، والتي وصفوها بـ “غير القانونية وغير محسوبة العواقب”.

 

وحذر السفراء في الرسالة من أن هذه الخطوة من شأنها أن تعرقل المحادثات والمفاوضات المتعلقة بعقد اتفاقية التجارة الحرة بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، والمقرر استكمالها هذا العام.

 

وحسب المصادر، تم إرسال هذا الخطاب إلى تروس بعد حضور جنازة وبل رحلتها إلى الأمم المتحدة في نيويورك.

 

وشدد السفراء على أن مثل هذه الخطوة “غير حكيمة” بالمرة، مضيفين أن تروس لا تفكر في هذه الخطوة بسبب علاقتها الوثيقة مع إسرائيل وحسب، ولكن بسبب رغبتها في تأكيد الدعم اللامتناهي من المملكة المتحدة لإسرائيل.

 

كان من المتوقع أن تعترض مجموعة متوقعة من الدول الموالية للفلسطينيين الممثلة في لندن على مقترح نقل السفارة، لكن الرسالة التي أرسلها الدبلوماسيون حظيت بتأييد جميع الدول العربية بما فيها الدول التي وقعت على اتفاقيات أبراهام في سبتمبر/أيلول 2020 (البحرين والإمارات)، وهي الاتفاقات التي تهدف إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل والاعتراف بوجودها.

 

في حملتها الخاصة بحزب المحافظين، أعلنت تروس في رسالة إلى أصدقاء إسرائيل المحافظين أنها ستفكر جديًا في مسألة نقل سفارة المملكة المتحدة من تل أبيب إلى القدس، كما سلطت الضوء الأسبوع الماضي على أنها فتحت هذا الموضوع خلال اجتماع ثنائي في نيويورك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، لكن لم يتم الإعلان عن أي تفاصيل حول هذا اللقاء.

 

وصف دبلوماسي بريطاني سابق تروس بأنها “النسخة الرديئة من ترامب” في إشارة إلى قرار الإدارة الأمريكية في عهد دونالد ترامب اتخاذ نفس الخطوة في عام 2018، موضحًا “يبدو أنها تعتقد أنها يجب أن تقلد دونالد ترامب… الفرق هو أن الولايات المتحدة كبيرة بما يكفي لتشق طريقها في الشرق الأوسط، لكن المملكة المتحدة ليست كذلك، لذلك إذا غيرت المملكة المتحدة مكان سفارتها ستتضرر مصالح بريطانيا في العالم العربي بلا شك”.

 

الجدير بالذكر أن ثلاث دول أخرى نقلت سفاراتها من تل أبيب إلى القدس بعد قرار ترامب، وهم كوسوفو وغواتيمالا وهندوراس.

 

من جانبه، قال حسام زملط، السفير الفلسطيني في لندن: “أي نقل للسفارة سيكون انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والمسؤوليات التاريخية للمملكة المتحدة… إنه يقوض حل الدولتين ويؤجج وضعًا متقلبًا بالفعل في القدس وبقية الأراضي المحتلة وبين المجتمعات في المملكة المتحدة وفي جميع أنحاء العالم. ستكون كارثية “.

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا