أعرب المنتدى الفلسطيني في بريطانيا عن إدانته الشديدة لاستئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي أوقع مئات الشهداء والجرحى في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، بعد توقف دام قرابة شهرين.
ووصف المنتدى القصف الإسرائيلي المستمر بأنه “جريمة حرب مكتملة الأركان”، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي استأنف عدوانه عقب نقضه الاتفاقات المبرمة سابقًا، وفرضه إملاءات جديدة دون التزام بأي تعهدات متبادلة، ما يعكس “النوايا العدائية المستمرة” تجاه الشعب الفلسطيني.
وفي بيان رسمي، دعا المنتدى إلى اعتصام طارئ مساء اليوم أمام مقر الحكومة البريطانية في لندن، لمطالبة المجتمع الدولي بوقف القصف الوحشي على غزة.
كما ناشد المؤسسات الحقوقية والإنسانية باتخاذ خطوات جادة لمحاسبة قادة الاحتلال على انتهاكاتهم المستمرة بحق المدنيين العزل.
وأكد المنتدى أن تصاعد العدوان يعكس إصرار الحكومة الإسرائيلية على استخدام القوة المفرطة لتحقيق أهدافها السياسية، متجاهلة أي جهود دبلوماسية للوصول إلى تهدئة مستدامة.
حراك شعبي في بريطانيا مقابل تخاذل عربي رسمي
وسط هذا التصعيد، يشهد الشارع البريطاني تحركات واسعة تضامنًا مع القضية الفلسطينية، حيث أعلنت منظمات حقوقية ونشطاء بريطانيون عن تظاهرات ومسيرات احتجاجية خلال الأيام المقبلة، رفضًا لاستمرار العدوان الإسرائيلي.
ويرى مراقبون أن هذه التحركات الشعبية في أوروبا تمثل ضغطًا متزايدًا على الحكومات الغربية لمراجعة سياساتها الداعمة لإسرائيل، خاصة في ظل تصاعد الغضب الشعبي من مشاهد الدمار والمعاناة الإنسانية في غزة.
وفي المقابل، يستمر الموقف الرسمي العربي في التخاذل والصمت، حيث لم تصدر أي إدانة واضحة من معظم العواصم العربية، باستثناء بيانات دبلوماسية خجولة لا ترقى إلى مستوى الكارثة التي يتعرض لها الفلسطينيون.
ورغم أن الشعوب العربية أبدت تضامنًا واسعًا مع غزة من خلال التظاهرات والدعوات للمقاطعة الاقتصادية، إلا أن الحكومات العربية لم تتخذ أي إجراءات عملية لممارسة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي أو حلفائه الدوليين.
الاحتلال يخرق الاتفاق وحماس تتوعد بالرد
جاء استئناف العدوان بعد أن أعلنت “حماس” يوم الجمعة عن موافقتها على مقترح الوسطاء لاستئناف مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، والتي تشمل تبادل الأسرى ورفع الحصار عن غزة.
إلا أن إسرائيل اختارت التصعيد العسكري بدلًا من الالتزام بتعهداتها، مما أدى إلى انهيار الاتفاق واستئناف القصف الجوي العنيف على القطاع.
وفي بيان رسمي، اعتبرت حركة حماس أن استئناف القصف يمثل “انقلابًا على اتفاق وقف إطلاق النار” و”استئنافًا لحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل”.
كما حمّلت الحركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة المسؤولية الكاملة عن تداعيات العدوان، محذرة من أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الجرائم.
من جانبه، زعم مكتب نتنياهو أن “الجيش الإسرائيلي يهاجم أهدافًا تابعة لحماس في جميع أنحاء قطاع غزة لتحقيق أهداف الحرب”، متعهدًا بـ”استخدام قوة عسكرية متزايدة” ضد الحركة.
ويدل هذا التصعيد الإسرائيلي على أن تل أبيب تسعى لفرض واقع جديد على الأرض، خاصة مع تزايد الحديث في الأوساط الإسرائيلية عن خيار التوغل البري في غزة.
إلى أين تتجه الأوضاع؟
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، وغياب موقف عربي رسمي مؤثر، تتزايد المخاوف من دخول غزة في مرحلة جديدة من الحرب الدموية، خصوصًا مع تهديدات الاحتلال بتوسيع نطاق عملياته العسكرية.
وفي الوقت الذي يعول فيه الفلسطينيون على تضامن الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم، يبقى السؤال: هل ستظل العواصم العربية تراقب بصمت، أم أن هناك تحركًا جادًا يمكن أن يوقف المجازر بحق الأبرياء في غزة؟
اقرا أيضًا : المقـ ـاومة تدعو الجماهير للتحرك رفضًا لاستئناف العدوان الإسرائيلي على غزة
اضف تعليقا