لوهلة ظننت أن أعقاب السجائر تحت قدميه ما هي إلا أرضية بيضاء بها القليل من الرسم الأسود
الأمر مزعج أن تري منظرًا كهذا؛ فما الذي يستحق كل ذاك ؟
باغته بالسؤال
– أهناك حقًا ما يستحق؟ – وبنظرةٍ غضبي إلي أعقاب السجائر المتكومة –
؛لا أظن.
– بلي يوجد
حدثت نفسي قائلة بتعجب
” ما ذلك الرجل بحق الله ”
لا زال يدخن و الدقائق تمضي تباعًا
– ” هل تعرفين القسطاس الظالم ؟ ”
– ” ما هو ؟ ” أجبته ولكن بسؤال
– ” أن يوزن كاتب لا بحروفه ولكن بعدد من قرأ له؛
– ما ذنبي إن كانوا هم جاهلون بي ؟!
– ما ذنب أحرفي التي أتعبني نظمها و اجتهدت في أن تليق بذوي الأذواق
ما معني أن أوزن بحجم ما لدي من أعداد علي مواقع تواصل وهمية ؟
– يشغل سيجارة أخري ويكمل –
هل تعرفين فلان ذاك؟
لولا فضل الله عليه ثم تلكم الأعداد الغفيرة في ما ملكت يمينه علي تلكم المواقع
لكنت أنا و أنتِ وعشرة آخرون من نقرأ له
لا أنكر البتة أنه يستحق؛ لكن غيره يستحق
حتي أن كل ما يكتبه يُنشر فورًا
أما نحن معدومي الشهرة والأعداد تلك؛ ننتظر حتي يُشفق علينا برد بقبول ما كتبنا
أو ربما قد ينسونا من فرط عدم الإنتباه لأمثالنا
أوليس قسطاس جائر؟
– يسحب نفسًا عميقًا من تلك القاتلة ويكمل –
هل تعرفين حتي طعام أمي ألذ مئة مرة من طعام كل هؤلاء الطهاة
لكن أمي لا تملك شئ تنشر عليه ما صنعت يداها أو تكتب وصفاتها
ولربما إن ملكت ستكون مثلي لا يقرأ لها أحد
هل تعرفين أيضًا حتي صوت مؤذن مسجدنا أرق وأعذب من كل تلكم الأصوات التي يتغني بها أصحابها
وأزيدك من الشعر بيتًا أو ربما من الوجع قولًا
زوجتي أجمل من كل نساء العالمين لكنني أنا وحدي من يراها وهم لم يروها حين منحوا إحداهن لقب الأجمل بين نساء العالم
لم تطالها الشهرة فأخذوا صفتها
لم نتبع الأضواء المسلطة دومًا؛ لم لا نُسلط الأضواء خاصتنا علي ما ينال إعجابنا فقط
علي ما يستحق أن تُسلط وتسقط عليه الأضواء ؟
لم نتبع دومًا القطيع؟
لم عممنا فهم أن كل عود محمي بحزمته ضعيف حين ينفرد ؟
لمَ لم نتوقع أن بعض الحزمات قاتلات للإختلاف والتميز؟
لم آمنا فقط بالشهرة ذلك القسطاس الكاذب الظالم وتسلط الأضواء ممن يملكون أضواء ذات شهرة ؟
لم لم نؤمن بما يستحق؟
ما يستحق فقط لا غير ”
أنهي قول سبب تلكم الأرضية البيضاء وذهب دون وداع وبقيت أنا أتساءل :
ما كل تلكم اللوغاريتمات الملقاة لي ؟
لا؛ لا يمكن أن تكون أسئلة
فلكل الأسئلة إجابات؛ أيمكن أن تكون هذه من تلكم عديمة الإجابات
ولأصدقكم الحديث لم أكذب حين قولت لوغاريتمات
هي حقًا صعبة وموجعة أيضًا
من ذاك المغوار الذي يستطيع إلي إجابتها وصولًا
لم دومًا كان ميزاننا الشهرة ؟
و دليل النجاح أعداد فقط؟
لم ليس البراعة والنبوغ ؟ لم نقتل البراعم الحالمة باللا ميزان ؟
لم اخترنا الشهرة قسطاس لنا و لم نأبي بـ ” ولا تخسروا الميزان ” ؟
عسي يومًا ألقي إجابات لي ولذلك الذي غادر وكأن علي عاتقيه هم لا يزول ولا ينقضي

الآراء الواردة في التدوينة تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر “العدسة