توجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون – هذا الأسبوع – إلى المملكة العربية السعودية في زيارة رسمية لبحث أزمة النفط المتصاعدة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، على أمل استغلال “علاقته الشخصية” مع ولي العهد السعودي لإقناعه بفتح صنابير النفط، لتخفيف أزمة الطاقة التي أشعلتها الحرب.
لم تنكر رئاسة الوزراء أبداً وجود علاقة شخصية بين جونسون وبن سلمان، كما لم تنف استخدام جونسون “واتساب” لتبادل الرسائل مع الزعيم المثير للجدل، والذي اتهم سابقاً باستخدام تطبيق المراسلة لاختراق هاتف جيف بيزوس.
وبحسب ما ورد لا يزال الزعيمان على اتصال منتظم عبر “واتساب”، في تناقض صارخ مع موقف الأمير الذي رفض تلقي مكالمة هاتفية من جو بايدن، بسبب الانتقادات الأمريكية الشديدة له.
لطالما وُجهت انتقادات للوزراء البريطانيين، لاستخدامهم رسائل البريد الإلكتروني الخاصة ووسائل التواصل الاجتماعي للقيام بأعمال حكومية رسمية.
وهناك قلق خاص بشأن استخدام “واتساب” للتواصل مع بن سلمان، الذي اتهمه مؤسس أمازون بأنه أرسل إليه مقطع فيديو يحتوي على ملف ضار لاختراق هاتفه.
وزُعم أنه تم الحصول على “كميات كبيرة من البيانات” في غضون ساعات، وفقًا للتحقيق في الاختراق الذي تم تنفيذه نيابة عن رجل الأعمال الأمريكي.
في فبراير/شباط 2019، اتهم بيزوس صحيفة National Enquirer بـ “الابتزاز والمساومة”، بعد أن نشرت صحيفة التابلويد رسائل بين الملياردير وصديقته.
من ناحية أخرى، في مقابلة مع المتحدث باسم رئيس الوزراء عما إذا كان السيد جونسون مستمر في مراسلة بن سلمان عبر “واتساب”، قال المسؤول إن “الأمور الأمنية” تمنعه من الرد، لكنه لم ينف ذلك صراحة.
وأضاف “ما يمكنني قوله هو أنني وضحت، في عدد من المناسبات، القواعد المتعلقة بكيفية استخدام الوزراء، بمن فيهم رئيس الوزراء، لأشكال الاتصال هذه”.
وتابع “يتم تمرير الأعمال الحكومية الموضوعية من خلال المكتب الخاص – وهذا ما يحدث”، موضحاً “من المفيد للمملكة المتحدة أن تكون لدينا علاقات قوية مع قادة العالم”، لكنه أضاف “لن أخوض في ذلك بمزيد من التفصيل”.
من المعروف أن الزعيمين تواصلا على انفراد حيث سعى بن سلمان لممارسة الضغط للسماح لصندوق الثروة السيادي السعودي بالاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم العام الماضي.
وحث الأمير السعودي جونسون على التدخل “لتصحيح” القرار “الخاطئ” الذي اتخذه الدوري الإنجليزي الممتاز لمنع الصفقة – ويقال إنه هدد بإلحاق الضرر بالعلاقات بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية، في حال لم تتم الصفقة.
طلب رئيس الوزراء من إدوارد ليستر، مبعوثه الخاص إلى الخليج، تناول هذه القضية، الذي ورد أنه قال لرئيس الوزراء “سأهتم بهذه القضية شخصياً”.
يُذكر أن جونسون وعد بإثارة مخاوف حقوق الإنسان في محادثاته مع الأمير محمد بن سلمان، لكن ليز تروس، وزيرة الخارجية، قالت إن المملكة المتحدة “لا تستطيع تحمل الاستغناء للنفط السعودي”.
للاطلاع عن النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا