يبدو أن المصالحة الخليجية ستكون مفتاحا لمصالحات أخرى في المنطقة خصوصا بالنسبة للنظام السعودي، فبعد أشهر طويلة من الخلافات بين أنقرة والرياض، بدأت السعودية إجراء محاولات لاسترضاء تركيا.

فقد كشفت قناة “الجديد” اللبنانية، أن زيارة رئيس الحكومة المكلف “سعد الحريري” إلى تركيا، جاءت بتكليف عربي لفتح أبواب الوساطة بين أنقرة والرياض.

وأوضحت القناة أن “مهمة الحريري في تركيا بتكليف عربي، وهو توجه إلى هناك بمهمة سرية تتعلق بفتح أبواب الوساطة بين تركيا والسعودية وبموافقة إماراتية”.

ووصل “الحريري” إلى تركيا قبل أيام في زيارة غير معلنة مسبقا، والتقى الجمعة، بالرئيس “رجب طيب أردوغان” في إسطنبول. 

وقالت الدوائر الرسمية إنه بحث خلال اللقاء سبل تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية، فضلا عن التعاون في القضايا الإقليمية، قبل أن تتحدث القناة اللبنانية عن “سبل الوساطة”.

بالتزامن مع ذلك، أعلن مطلق القحطاني، المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، عن استعداد بلاده للوساطة بين تركيا والسعودية وكذلك بين الأخيرة وإيران.

وأكد أن من مصلحة الجميع أن يكون هناك علاقات ودية بين هذه الدول، خاصة بين دول أساسية ورئيسية، مثل المملكة العربية السعودية وتركيا وإيران، على حد قوله.

وأضاف القحطاني قائلا: “إذا رأت هاتان الدولتان أن يكون لدولة قطر دور في هذه الوساطة، ففي الإمكان القيام بهذا”.

ورأى أن قطر استطاعت الحفاظ على مكانتها كوسيط موثوق ونزيه على الساحتين الإقليمية والدولية، وتجسد ذلك في نجاح وساطتها لتوقيع اتفاق السلام التاريخي بين الولايات المتحدة وحركة طالبان الأفغانية.

 وهي الاتفاقية التي عقدت في الدوحة، في فبراير الماضي، وبالإضافة لجمع الفرقاء الأفغان للحوار بعد نحو 20 عاما من الصراع.

السعودية وتركيا

يذكر أن العلاقات بين السعودية وتركيا تمر بمرحلة من الخلاف منذ عدة أشهر خصوصا بعد اغتيال الكاتب السعودي، جمال خاشقجي، داخل السفارة السعودية بإسطنبول، في 2 أكتوبر 2018. 

جريمة اغتيال خاشقجي هزت الرأي العام الدولي، مع اتهامات تنفيها الرياض بأن ولي العهد محمد بن سلمان، هو من أصدر أمر اغتياله.

وساهم حصار قطر في تأجيج الخلافات بين دول الحصار وتركيا، بعد أن انحازت الأخيرة لصف الدوحة وأرسلت قوات عسكرية إلى هناك لمنع حدوث تدخل عسكري يضر بقطر.