منذ أكثر من شهر تولى محمد بن زايد آل نهيان رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة رسمياً خلفاً لوفاة أخيه خليفة بن زايد، وترك مكانه في ولاية العهد شاغراً، ومسرح لصراع خفي بين عدد من رجالات الدولة، أهمهم أخويه منصور بن زايد وطحنون بن زايد بالإضافة إلى ولده خالد بن زايد.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت وسائل إعلام إماراتية عن زيارة لرجل الأمن الأول في الإمارات طحنون بن زايد إلى المملكة المتحدة، حيث التقى برئيس الوزراء بوريس جونسون من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين.
في حين أشارت بعض تقارير غربية عن تمرد خفي يقوده طحنون بن زايد ضد أخيه الذي يسعى إلى نقل ولاية العهد إلى ولده الأكبر خالد، وأن زيارة بريطانيا بالنسبة لرجل الظل في الإمارات كانت من أجل الاستقواء بجهة خارجية في مواجهة الرئيس الإماراتي.. فهل كانت زيارة طحنون بن زايد لبريطانيا كانت من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين أم أنها خطوة متمردة خفية ؟!.
رجل الظل
بعد وفاة الشيخ خليفة بن زايد، احتل طحنون المرتبة الثالثة بشكل رسمي بعد محمد بن زايد ومحمد بن راشد، لكن بشكل فعلي فإن طحنون يعتبر الرجل الثاني في الإمارات حتى قبل وفاة خليفة.
استحوذ طحنون على مناصب حساسة وكذلك أدار ملفات أكثر حساسية في الملفات الخارجية والداخلية للإمارات، فبعيداً عن دوره في ريادة الأعمال ودخوله عالم الاقتصاد والمال، فقد حمل الحقائب الأمنية بدأ من التطبيع مع إسرائيل وكذلك الحرب في اليمن الذي نسق خطواتها بالإضافة إلى دعم الثورة المضادة في ليبيا.
إضافة لذلك فقد قام بالزيارة الأولي لإيران وهي سابقة من نوعها وفي ديسمبر الماضي نسق لزيارة أخيه بن زايد إلى تركيا حيث زارها بنفسه والتقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في العام الماضي.
أما داخلياً فقد أسس طحنون شركة G42 والمختصة في مجال الحوسبة والذكاء الإصطناعي، بغرض التجسس على المعارضين وفرض رقابة أكبر على الدولة سواء المواطنين أو المقيمين.
كل تلك الحقائب الهامة يقودها رجل الظل الذي يدير من وراء الستار، ولذلك اعتبر الكثيرون طحنون الرجل الثاني في الإمارات، ولكن هذا لا يمنع طموحه من أن يكون الرجل الأول في المستقبل للإمارات .
منصب شاغر
بعد وفاة الشيخ خليفة كان من المتوقع أن يحل محمد بن زايد مكانه رئيساً للإمارات، وقد حدث ذلك في اليوم التالي لوفاة رئيس الإمارات السابق، نظراً لوجود محمد بن زايد على رأس الدولة بشكل فعلي منذ إصابة أخيه بجلطة دماغية أبعدته عن المشهد منذ عام 2014.
أما الإختلاف الحقيقي فسوف يظهر عن اختيار ولي العهد، حيث يتنافس أكثر من شخص على هذا المنصب وهو اختصار منصب رئيس الدولة المستقبلي اعتباراً، فقد انحصرت الاختيارات على أبناء زايد “طحنون وعبدالله ومنصور” لكن لاعب جديد دخل في دائرة الاختيار وهو خالد بن محمد بن زايد.
يٌستبعد منصور بشكل كبير نظراً لاختلافات العائلة المالكة عليه في من ناحية إدارة الأموال، وكذلك بانشغاله ببعض الملفات الخارجية، وينطبق القول أيضاً على عبد الله، وبالتالي ينحصر الاختيار بين خالد وعمه طحنون.
والحقيقة أنه بعد مرور أكثر من شهر على تنصيب محمد بن زايد رئيساً فهو يقف أمام ورطة حقيقية، أنه ليس أمامه الكثير من الوقت كي يختار ولياً للعهد، لأنه يعتبر المؤشر الحقيقي لاستقرار الدويلة الخليجية، فكلما طال الوقت لهذا المنصب الشاغر تأكد لدى الرأي العام وجود خلاف بين أبناء زايد عليه.
زيارة بريطانيا
قال باحث أمريكي يدعى “ثيودور كاراسيك” إن كل المؤشرات تدل على اقتراب تعيين محمد بن زايد لأبنه الأكبر خالد في منصب ولي العهد تمهيداً لخلافته، وذلك على حساب أخيه طحنون.
إضافة لذلك فقد أشار الباحث إلى أن محمد بن زايد البالغ من العمر 61 عاماً، لا يزال في وضع صحي جيد وهذا قد يجعله يبقى في الحكم ما يقرب من عقدين قادمين ، وبالتالي قد يفكر بشكل كبير في توريث ولده خالد.
وفي حال تنصيب خالد بن محمد بن زايد سيجعل هذا من أسرة حاكم الإمارات الداخلية أكثر سيطرة من عائلة زايد الكبيرة، وحينئذ سيتقلص دور أبناء فاطمة وينتقل الحكم لأحفاد زايد.
ومن ثم فإن زيارة طحنون بن زايد لبريطانيا تحمل في طياتها كثير من المعاني بعيداً عن السبب الرئيسي للزيارة المعلن في وسائل الإعلام وقد تكون هي أولى خطوات تمرد طحنون ومن وراءه أخوته الذين قد يشعرون بسحب البساط من تحت أقدامهم تجاه أبناء محمد بن زايد.
اقرأ أيضاً : اللوبي الإماراتي: كيف تنفق مملكة أبناء زايد الملايين لتضليل الرأي العام البريطاني (3)
اضف تعليقا