العدسة – سمير عادل:

موجة نسوية جديدة تطل على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر تحت شعار “سترونج اندبندنت وومان” ترفع شعار الدفاع عن حقوق المرأة والزوجات ، ولكنها قوبلت بهجوم ذكوري لافت في الفترة الأخيرة.

الناشطة النسائية آية علاء ،وصفت ما يحدث بين المعارضين والموافقين بأنه كحرب البسوس ، وأنه سبب من أسباب صناعة ” الفيمينيزم المتطرف ” ، كما كان ولازال سببا في خلق ” تيار فيمنزم معتدل” تنادي بادنى حقوق المرأه في الاسلام.

هي كما تقول عن نفسها ” سترونج انديبندت و لله الفضل و المنه “، وتضيف في تدوينات على صحفتها الرسمية أن ” الأنثى آكثر مخلوق مجبول على التضحية و التحمل و الرضا بالقليل، ولكن البنات لم تجد المقابل عند الرجال ، حيث لم تجد من ” يستتها و يكملها بجد روحا و جسدا ، قائد مش سجان،  مُحتوي مش مهيمن، متفهم و متفاهم مش متحكم و متسلط” بحسب تعبيراتها.

المغردة ‎ضحى نبيل‎ ، ترى أن المعركة مفتعلة ولا داعي لتصعيدها ، وتقول في سياق الجدل الدائر : الحياه الميدانيه الواقعيه في البيوت إن قامت على لين كل طرف في يد الآخر، ستبقي أسهل بكثير من التنظير والترندات والفيديوهات والبوستات المثيره للجدل التي تُشعل النّار ولا تُخمدها، والخُلاصه : إختاروا صحّ وفكّكوا من بوستات المشاهير وجُروبات الفيمنيست وكافة الهرّايين في مشارق الفيس بوك ومغاربه”.

 الأديب يوسف الدموكي شارك في الجدل الدائر ، مؤكدا أنه لا الرجل على الإطلاق سيد البيت، ولا المرأة على الإطلاق عمود الأسرة، ولا فاصل في ما هو متغير إلا كلام الله الثابت: “هن لباس لكم وأنتم لباس لهن”؛ وما عدا ذلك فهو “شطح ونطح” بين أقصى الذكورية وأقصى الأنثوية ، وما جعل الله بين الجنسين اللذين خلقهما تلك الحواجز التي صنعها الخلق أنفسهم.

وأضاف أن الرجل سكن، والمرأة وطن، والرجل حصن، والمرأة حضن، وربما حين نهتم بالمعنى لا بالمبنى، وبالجوهر لا بالمظهر، وبالمشاركة لا بالمغالبة، وبالاحتواء لا بالانزواء، وبالقسمة لا بالطرح، حينها فقط، قد نرى مجتمعا خاليا من أنصاف الرجال وأنصاف النساء.

وفي غمار السجال أشار مدون آخر يدعي “أبو مريم” إلى أن الأمور لا تبدو كما ينشغل بها الناس قائلا ساخرا :” في الوقت اللي وطيس المعركة بين الفيمينست والذكوريست على أشده، كان على الجانب الآخر من الكوكب في مُزارع النهاردة في مدينة “الحوامدية” أطلق النار وقتل جدته، وزوجة عمه، وابنة عمه، كما أصاب عمه، واثنين من بنات عمه؛ بسبب الميراث!”، مضيفا أن بعض الإسلاميين على “فيس بوك” يرفعون شعار: (يُخربون بيوتهم بأيديهم) عبر شعارات ” إندبندنت، فيمنست ، ذكوري”.

الخبيرة الاعلامية هبة زكريا ، دونت في هذا الاطار ، داعية إلى عدم التفاعل مع تغريدات من يهدمون البيوت ويدمرون العلاقات الزوجية ، قائلا في تدوينة لها :” لا تساهموا في نشر بوستات من يهدمون البيوت ويدمرون العلاقات الزوجية، وأولئك الذين يغلقون خاصية التعليق ويسمحون لكم فقط بالإعجاب والمشاركة لينشروا أفكارهم عبر استفزازكم وانتقاداتكم.. تجاهلوهم وفقط”.

الكاتبة شيماء سمير في مقال لها بعنوان ( مش “استرونج اندبندنت وومان“) في موقع اليوم السابع ترى أن المرأة المصرية تحمل على عاتقها فى الوقت الحالى الكثير من المسئوليات تجاه نفسها وأسرتها وعملها ومجتمعها، الأمر الذى دفع عدد ليس بالقليل منهن للمطالبة بالاستقلال عن أسرهن والعيش بمفردهن طالما أنهن فى كل الأحوال “استرونج اندبندنت وومان” بكل ما تحمله الكلمة من معنى حرفى وضمنى، إلا أنهن واجهن الكثير من الانتقادات تحت مسمى “إحنا مجتمع شرقى وما يصحش البنت تعيش لوحدها”.

وأضافت أنه رغم تعاطفها الكامل معهن إلا أنها قررت أن ترفع شعار “مش استرونج اندبندنت وومان”، حيث تتمني أن تعيش حياة تتحرر فيها من كافة المسئوليات التى أثقلت روحها وعقلها، فيما انتقدت بعض الفتيات التي قررت الانغماس في الفكرة بشكل مبالغ فيه، لذلك نصحت من تتيح لها الفرصة العيش حياة الـ” مش سترونج اندبندنت وومان ” أن تستمع بها.