تواصل الإمارات فرض هيمنتها المطلقة على جزيرة سقطرى، أحد أهم المواقع الاستراتيجية في اليمن، عبر أدواتها في المجلس الانتقالي الجنوبي، وآخر فصول هذا العبث، توقيع وزير النقل التابع للانتقالي، عبد السلام حُميد، قرارًا بتسليم إدارة مطار سقطرى لشركة استثمارية إماراتية، في خطوة تعكس استمرار مساعي أبوظبي في الاستحواذ على كافة مفاصل الجزيرة.
هذه الخطوة تأتي ضمن مخطط الإمارات لتحويل سقطرى إلى مستعمرة اقتصادية وأمنية تخدم مشاريعها التوسعية، وسط غياب شبه كامل للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، التي باتت عاجزة عن فرض سيادتها حتى على المناطق الخاضعة لها نظريًا.
السقطريون يتحدون الاحتلال الإماراتي
لم يمر هذا القرار مرور الكرام، فقد قوبل برفض واسع من أبناء سقطرى الذين خرجوا في وقفات احتجاجية داخل المطار، رافعين شعارات منددة بعملية تسليمه لشركة “المثلث الشرقي” الإماراتية.
الموظفون والعاملون في المطار رفضوا دخول ممثلي الشركة، مؤكدين أن المطار خط أحمر لا يمكن التفريط به أو تحويله إلى أداة بيد الاحتلال الإماراتي.
كما أشار المحتجون إلى أن هذه الخطوة تأتي في سياق الهيمنة الإماراتية المتواصلة على الجزيرة، والتي سبق أن شملت الاستحواذ على قطاعي الكهرباء والمشتقات النفطية، فضلًا عن السيطرة على الميناء البحري والمنافذ التجارية الحيوية.
الاحتجاجات واجهها مسلحو المجلس الانتقالي بالقمع ومحاولات التفريق، إلا أن أبناء سقطرى أصروا على مواصلة التصعيد حتى يتم إلغاء هذا القرار واستعادة السيادة على مطارهم.
الإمارات ومخطط تفكيك اليمن
تأتي هذه التحركات الإماراتية في إطار استراتيجية أوسع تهدف إلى فرض وصاية غير معلنة على جنوب اليمن، عبر أدواتها العسكرية والاقتصادية.
فقد عملت أبوظبي على تعزيز نفوذها في الأرخبيل من خلال عسكرة الجزيرة وإنشاء قواعد عسكرية في جزيرة عبد الكوري، بالتوازي مع التوسع في المشاريع العقارية والاستثمارية التي تخدم مصالحها دون أي اعتبار لحقوق السكان أو سيادة الدولة اليمنية.
وتكشف التقارير أن شركة “المثلث الشرقي”، التي تسلمت إدارة المطار، ليست سوى واجهة لمخططات إماراتية أوسع تهدف إلى التحكم الكامل في سقطرى، وإلحاقها بمنظومة المصالح الاقتصادية والعسكرية لأبوظبي.
وعلى ضوء ذلك، تتزايد الدعوات في اليمن إلى اصطفاف وطني واسع لمساندة أبناء سقطرى في مقاومة هذا العبث، وإطلاق حملة إعلامية لكشف الأهداف الخفية للإمارات تحت وسم #سقطرى_خط_أحمر يوم الجمعة، للتأكيد على أن الجزيرة يمنية الهوية والسيادة، ولن تكون لقمة سائغة لمخططات الاحتلال.
اقرأ أيضًا : مخطط تفتيت السودان.. كيف تستخدم الإمارات “حميدتي” وأذرعها الإعلامية لشرعنة التقسيم؟
اضف تعليقا