إبراهيم سمعان

هل قُتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي لأنه كان يعرف الكثير عن الحرب التي أطلقها ولي العهد السعودي في اليمن؟.. “سيباستيان بوسوا “الدكتور في العلوم السياسية، والباحث في شئون الشرق الأوسط والعلاقات الأوروبية العربية يرى أن اليمن يمكن أن يكون مقبرة طموحات محمد بن سلمان، لكنه لن يكون المتهم الوحيد في القضية.

وفي لقاء مع صحيفة “لوبس” الفرنسية رأى الأستاذ في جامعة بروكسل الحرة وجامعة كيبك بمونتريال ومركز الوقاية من التطرف المؤدي للعنف، وفقا لصديق مقرب من جمال خاشقجي، أن مقتل الصحفي المعارض يمكن أن يكون مرتبطا بالحرب البرية التي تخوضها الرياض في اليمن.

وأضاف “في الواقع، يبدو أن خاشقجي كان على وشك الكشف عن أسوأ شيء يمكن أن يسمعه المجتمع الدولي ولن يتردد في الرد لو ثبتت هذه الممارسات وهي: أن محمد بن سلمان أمر باستخدام الأسلحة الكيميائية في اليمن في محاولة لوضع حد لحركة التمرد الحوثي المدعومة من إيران، والتي لم تستطع الرياض القضاء عليها على مدار ما يقرب من أربع سنوات.

وأكد أن الحرب في اليمن، وهي بالنسبة للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، تبدو في المقام الأول قصة سياسية داخلية، لا تنتهي أبدا … ولن تنتهي، فالربيع العربي توفي من بلد تلو الآخر، لكن الفوضى لا زالت في الهواء الطلق بسبب الجغرافيا السياسية العالمية وتضارب المصالح المحلية.

 

وبين أن الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية هو واحد منها، فجرائم الحرب والتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان من جميع الأنواع من قبل الإمارات اليوم كثيرة وتنتشر في البلاد.

 

ونوه بوسوا بأن اليمن يُعرف حاليا بأنه البلد الذي يوجد به “أسوأ أزمة إنسانية على كوكب الأرض”، نتيجة الحرب التي قادها محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة السعودية، وكذلك من قبل أبو ظبي على أرض الواقع، حيث قتل بالفعل ما يقرب من 10000 شخص، وتدمر الكوليرا والدفتيريا البلاد، وفقاً للأمم المتحدة، فقد حوالي مليوني نازح كل شيء ويموت طفل هناك كل عشر دقائق.

 

اليوم ، إرادة بن سلمان وصديقه محمد بن زايد واضحة وهي القضاء على “المتمردين الحوثيين” المدعومين من إيران، فلا يوجد بديل، ولا يمكن التفاوض بين الطرفين، والخيار الوحيد إنهاء التمرد على حساب أكبر عدد من الوفيات، وبكل الوسائل، في إطار رغبة وليي العهد في الحفاظ على منطقة نفوذهما بشكل رسمي خوفا من طهران، فالشقيقان المتحالفان في المنطقة يثيران كارثة إقليمية وبشرية سيكون لها عواقب خطيرة على مدى العقود القادمة.

 

إذا ثبت دقة المعلومات التي كان يعرفها خاشقجي قبل وفاته، فإن هذا سيكون تحول في ارتكاب المملكة السعودية انتهاكا للقواعد الأساسية للقانون الدولي: اتفاقية الأسلحة الكيميائية لعام 1997، التي وقعت وصدقت عليها.

ويمكن محاكمتها بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

 

في أبريل 2018، ينبغي التذكير بأن الجامعة العربية، برئاسة وزير الخارجية السعودي، استمرت في الدعوة إلى إجراء تحقيق في الأسلحة الكيميائية التي استخدمها نظام بشار الأسد بدمشق.

 

واختتم الدكتور سيباستيان مقالته بالقول: أحدث معلومة أعلنها القريب من خاشقجي أن بريطانيا كانت على علم بالمؤامرة التي كانت تدور رحاها ضد الصحفي السعودي، وبالفعل، اعترضت الاستخبارات البريطانية مكالمات للنظام السعودي، لكن المشكلة أن بريطانيا والولايات المتحدة جزء من هذا التحالف الشيطاني (التحالف العربي)… فهل يمكن تجاهلوا أن صديقهم السعودي الكبير فعل ذلك؟