يبدو أن سيطرة قوات “الوفاق” الحكومية على قاعدة الوطية الجوية، الاثنين، قد أصابت الجنرال الانقلابي “خليفة حفتر” وشركائه بصدمة كبيرة، بعد الضربة الموجعة التي تلقوها على مدار الأيام الماضية.

حيث خرجت علينا “سكاي نيوز” الإماراتية، لتقول أن هزيمة حفتر المذلة وخسارته أهم قاعدة جوية لديه، رغم كل الدعم الذي تقدمه له الإمارات ومصر، ماهو إلا عملية “انسحاب تكتيكي، بشكل دقيق ومدروس جيدا”.

وقالت القناة الإماراتية، في خبر أقل ما يقال عنه أنه “مضحك”: كشف الجيش الوطني الليبي، الاثنين، تفاصيل الأحداث التي وقعت في قاعدة الوطية غربي البلاد، التي نفذت قوات الجيش “انسحابا تكتيكيا منها،

وبررت ذلك بنشر مليشيات الانقلابي حفتر بيانا على صفحة “المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة”، أوضح فيه أنه تم “سحب كل الطائرات ومنظومات الدفاع الجوي والمستشفى الميداني، وكل الأطقم الطبية وسيارات الإسعاف، حيث لم تعثر الميليشيات (قوات الوفاق) إلا علي منظومة متضررة ومحطمة، وطائرات الخردة من عام 1980”.

وحسب بيان  مليشيات حفتر ، فإنه كان هناك ألف آلية ومدرعة وغرفة عمليات متنقلة ومعدات عسكريه دقيقة، في الوطية انسحبت جميعها من القاعدة.

وأضاف أيضا أن 1500 جندي انسحبوا “ولم تأسر الميليشيات أيا منهم، قائلا: “هنا يكمن الفرق بين الانسحاب التكتيكي والهروب، بنقطتين فقط وبشكل مُبسط”.

وتابع بيان مليشيات حفتر الانهزامي: “الانسحاب جزء من الخطة العسكرية التي تكون مدروسة بشكل جيد، ويُطبق ذلك الجزء بعد إتمام العملية كليا، أو لاستعادة القوى والرجوع لأرض المعركة بخطة ممنهجة، لتفادي الخسائر”.

واستطرد بالقول: “أما الهروب هو فعل ناتج عن خوف وقلة يقين بصدق القضية، مما يؤدى إلى عدم مواجهة العدو وترك ساحة القتال وترك الأسلحة والآليات والجنود”.

في الوقت الذي أشارت في مليشيات حفتر أن قاعدة الوطية “ليست ذات أهمية عسكرية في الوقت الحالي”، لكنه نوه في الوقت نفسه إلى أنها تشكل “إنجازا معنويا مهما جدا للميليشيات ( قوات الوفاق)”.

غير أن جميع الآراء السياسية والعسكرية تحدثت عن أن قاعدة “الوطية” الجوية تعتبر آخر تمركز عسكري هام تملكه مليشيات حفتر في المنطقة الممتدة من غرب طرابلس إلى الحدود التونسية، وإن لم تسيطر عليها قوات الحكومة الليبية، فستشكل دوما تهديدا قويا على مدن الساحل الغربي.

هذا الحدث لم يكن مجرد سيطرة على قاعدة جوية وإنما ستكون له تداعياته على كامل المنطقة الممتدة من الحدود التونسية إلى قاعدة الجفرة الجوية (وسط).

فسيطرة القوات الحكومية على قاعدة الوطية (140 كلم جنوب غرب طرابلس)، يمثل ثاني سقوط لغرفة عمليات رئيسية في المنطقة الغربية التابعة لمليشيا حفتر، بعد سقوط مدينة غريان (100 كلم جنوب طرابلس)، في 26 يونيو/ حزيران 2019.

فالقاعدة التي أحكمت مليشيات حفتر السيطرة عليها في 2014، مع بداية ما أسمتها بـ”عملية الكرامة”، لم يسبق لأي قوة مهاجمة أن وضعت يدها عليها، بما فيها عملية فجر ليبيا (2014-2016)