بثت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مشاهد مصورة جديدة تظهر تفاصيل كمين مركب استهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وذلك ضمن سلسلة عمليات أطلقت عليها المقاومة اسم “أبواب الجحيم”. 

المشاهد التي كشفت عنها القسام توثق الكمين الثاني في هذه السلسلة، الذي وقع يوم الأربعاء الموافق 7 مايو/أيار الجاري، واستهدف قوة إسرائيلية مكونة من تسعة جنود.

في بداية الفيديو، ظهر قيادي ميداني من كتائب القسام يعلن: “فلتفتح أبواب الجحيم على مصرعها”، قبل أن تبدأ اللقطات بمشاهد جوية تظهر منطقة الكمين، محددةً المواقع بدقة، بما في ذلك دوار المشروع وشارع صلاح الدين وموقع الكتيبة الشرقية ومحور التقدم من موراج باتجاه منطقة المقتلة.

تكتيكات معقدة واستدراج محكم

المشاهد التي بثتها القسام تظهر تسلسلاً متقنًا للعملية، بدأ باستهداف الطابق الأرضي لأحد المنازل، حيث تحصنت قوة إسرائيلية بعدد من القذائف المضادة للتحصينات والدروع، تلا ذلك اشتباك مباشر بالأسلحة المناسبة.

 وبعد تنفيذ هذا الهجوم الأولي، انسحب مقاتلو القسام إلى منطقة نفق معد مسبقًا، مستدرجين الجنود الإسرائيليين إلى “مقتلة” مخططة بدقة.

في هذا النفق، جرى زرع عبوات ناسفة جرى تفجيرها فور دخول القوة الإسرائيلية، موقعة بين أفرادها قتلى وجرحى. 

وأظهرت المشاهد أيضًا دخول طائرة مسيرة إسرائيلية وكلاب بوليسية لتفتيش المنطقة، قبل أن تقترب القوة الإسرائيلية من موقع الكمين، حيث تم تنفيذ التفجير الأخير وسط تكبيرات مقاتلي القسام.

براعة المقاومة وتخاذل الموقف العربي

ورغم الحصار الخانق الذي يعاني منه قطاع غزة منذ سنوات، وتخلي الأنظمة العربية عن دعم المقاومة، أثبتت كتائب القسام مرة أخرى قدرتها على تنظيم عمليات نوعية تحمل تكتيكات عسكرية متطورة. 

فالعملية التي وثقتها المشاهد ليست مجرد هجوم، بل نموذج لاستدراج محكم اعتمد على استغلال التضاريس وتوظيف العنصر النفسي والميداني.

لكن البراعة القتالية للمقاومة تتناقض مع خذلان عربي واضح، حيث انشغلت بعض الدول العربية بتطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، متجاهلة معاناة الشعب الفلسطيني. فيما لا يزال الحصار يطبق على غزة، وتواصل الأنظمة العربية صمتها أو دعمها الضمني للاحتلال.

وفي ظل هذه الظروف، تبرز المقاومة في غزة كرمز للصمود، وتثبت مرة أخرى أن إرادة الشعب الفلسطيني لا تنكسر، وأن المقاتلين قادرون على تحويل كل محاولة احتلال إلى خسائر فادحة، رغم الفارق الكبير في الإمكانات العسكرية