أكدت هيئة البث الإسرائيلية أمس الاثنين أن جندي احتياط إسرائيليا تعرض للسجن لمدة خمسة أيام، بعدما رفض المشاركة في العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة. 

وأوضح الجندي في تصريحات نقلتها الهيئة أنه لا يرغب في المشاركة في أي نشاط عسكري هناك، واصفا الحرب على غزة بأنها “غير قانونية”.

يأتي هذا التطور في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في الضفة الغربية منذ بداية العام الجاري، وهي عمليات وُصفت بأنها الأوسع منذ عام 2002. 

وقد شهدت هذه العمليات تدميرًا واسعًا في مخيمات جنين وطولكرم ونابلس وطوباس، وأسفرت عن تهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين، ما تسبب في أزمة إنسانية متفاقمة.

عصيان عسكري ودعوات للتمرد

رفض الجندي الاحتياط المشاركة في القتال ليس حدثًا معزولًا، بل يأتي في سياق حالة تمرد آخذة في التصاعد داخل صفوف الجيش الإسرائيلي. فقد شهدت الأيام الأخيرة توقيع آلاف الإسرائيليين، بينهم جنود احتياط من سلاح الجو وطيارون، على رسالة تطالب بوقف الحرب وتبادل الأسرى، وهي رسالة تعكس تصاعد حالة السخط على سياسة الحكومة بقيادة بنيامين نتنياهو.

وأعرب عدد من جنود الاحتياط الذين وقعوا على الرسالة عن رفضهم المشاركة في العمليات العسكرية، مؤكدين أن هذه الحرب تخدم أجندة سياسية لنتنياهو، الذي يسعى -وفق وصفهم- لإطالة أمد النزاع للحفاظ على موقعه السياسي في ظل تراجع شعبيته. وفي هذا السياق، دعا عدد من قادة المعارضة الإسرائيلية إلى عصيان مدني واسع النطاق، مطالبين الجيش الإسرائيلي بالتوقف عن تنفيذ أوامر الحكومة التي وصفوها بغير الأخلاقية.

تأثير المقاومة وصمودها على معنويات الجنود

يأتي هذا التمرد في وقت تواجه فيه القوات الإسرائيلية مقاومة شرسة من الفصائل الفلسطينية، التي استطاعت فرض معادلة جديدة في الصراع. 

فقد عجز الجيش الإسرائيلي عن تحقيق انتصار حاسم في غزة، بينما تتواصل هجماته في الضفة الغربية دون أن يتمكن من كسر إرادة المقاومة هناك.

وأكدت تقارير ميدانية أن مشاهد الدمار ومعاناة المدنيين الفلسطينيين تثير تساؤلات أخلاقية لدى بعض الجنود الإسرائيليين، ما دفع العديد منهم إلى رفض المشاركة في هذه الحرب، معتبرين أن إصرار حكومة نتنياهو على استمرارها لن يجلب سوى المزيد من الدماء والدمار.

وفي هذا السياق، اعتبر مراقبون أن تمرد الجنود ورفضهم المشاركة في العمليات العسكرية يعكس أزمة أخلاقية وسياسية داخل إسرائيل، حيث باتت الحرب على غزة والضفة عنوانًا لأزمة سياسية تعصف بحكومة نتنياهو، وتُظهر مدى هشاشة التماسك الداخلي في المجتمع الإسرائيلي، سواء على المستوى العسكري أو المدني.

من جهة أخرى، يرى محللون أن صمود المقاومة الفلسطينية في وجه الجيش الإسرائيلي، والقدرة على استهداف مواقع عسكرية في العمق الإسرائيلي، أسهمت في تعزيز هذه الحالة من التمرد بين الجنود، الذين باتوا يدركون أن المشاركة في هذه الحرب تعني تعريض حياتهم للخطر دون جدوى.

اقرأ أيضًا : الاحتلال يرسل وفدا تفاوضيا إلى القاهرة.. مساومات إسرائيلية وتواطؤ مصري