لا تزال جريمة قتل مطور التكنولوجيا البنغالي فهيم صالح، تشغل الرأي العام في أمريكا، بعدما وُجدت جثته مقطعة داخل شقته الفخمة في نيويورك مؤخرا، فيما تواصل السلطات الأميركية تحقيقاتها في الجريمة.
وبحسب المعلومات الأولية فإن القاتل استخدم منشارا كهربائيا لتقطيع جثة صالح، وحاول إخفاء معالم الجريمة باستخدام مواد تنظيف وجدت بجانب المنشار.
وبدأت القصة بعد قلق ابنة عم فهيم عليه، فتوجهت الى مكان سكنه، بينما كان الجاني لا يزال داخل الشقة ويقوم بتقطيع أوصال الضحية لكنه فر من الباب الخلفي على عجل مستعملا سلم الطوارىء تاركاً خلفه كل الأدلة والأدوات التي تشير لهوية الجاني.
فسارعت بالاتصال بالشرطة التي ليجدوا جذع القتيل على الأرض بجانب منشار كهربائي، ورأسه ويديه في أماكن أخرى من الشقة، إضافة إلى أكياس بلاستيكية كبيرة، وكان بعضها يحوي أجزاء من جثته.
وقال أحد رجال الشرطة إن المشهد يدل على أن القاتل بذل جهدا لإخفاء معالم الجريمة في الشقة بحي مانهاتن الشهير في نيويورك، التي اشتراها فهيم بمبلغ 2.4 مليون دولار.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن المحققين أن المنشار الكهربائي كان لا يزال موصولا بالكهرباء وقت وصول الشرطة، ورجحوا أن يكون القاتل فرّ على عجل من مخرج جانبي للشقة، فور وصول شقيقة القتيل التي كانت تلقت اتصالا من أحد الجيران يفيد بسماع صوت صراخ من شقة أخيها.
فك لغز القاتل
وسريعا ما شك المحققون في مساعده الشخصي ومسؤول الأمور المالية لديه تيريزيه ديفون هاسبل البالغ من العمر 21 عاماً فقط، ورجح بعض المحققين أن الجاني حاول أن يموه الجريمة كي تبدو وكأن قتلة محترفين قاموا بها بغرض ابعاد الشبهة عن نفسه.
وقال مسؤول في شرطة نيويورك خلال مؤتمر صحفي إن القاتل كان مدينا بمبلغ كبير للضحية.
وحسب مسؤولين مطلعين على سير التحقيقات فإن الضحية اكتشف أن الجاني قام بسرقة مبلغ 90 ألف دولار منه. لم يبلغ الشرطة عن السرقة واكتفى بطرده من العمل واتفق معه على خطة لإعادة المبلغ بالتقسيط.
وقال مسؤول إن فهيم كان لا يبخل على الجاني إذ كان يحصل على مبلغ كبير مما مكنه من تسديد الديون المترتبة على عدد كبير من أفراد أسرته.
ورغم ذكاء المشتبه به لكنه ارتكب اخطاء فادحة قبل وأثناء تنفيذ الجريمة وبعدها، فقد اشترى مسدس الصعق الكهربائي عبر الإنترنت مستعملا بطاقته المصرفية ووقع على ايصال استلامه الشهر الماضي.
كما استعمل هاسبل البطاقة المصرفية للضحية بعد ارتكاب الجريمة في شراء بالونات للاحتفال بعيد ميلاد الفتاة التي كان يقيم معها ليس بعيدا عن مسرح الجريمة، وقال المسؤول المشرف على التحقيق: “استعمل الجاني بطاقة الضحية المصرفية لشراء البالونات والعديد من الأشياء وهو برفقة صديقته التي كانت تحتفل بعيد ميلادها، هل يعقل أن يكون المرء بهذا الغباء؟”
يذكر أن فهيم صالح بنغالي الجنسية ولد في المملكة العربية السعودية وبعدها هاجرت الأسرة قبل سنوات للولايات المتحدة حيث درس. وقد بدأ مشواره في مجال الأعمال مبكراً حيث أسس شركته الخاصة في مرحلة الثانوية، ويعرف كمطور شهير في قطاع التكنولوجيا، وهو الرئيس التنفيذي لشركة ناشئة للدراجات النارية تسمى “غوكادا” (Gokada) بدأت العمل في نيجيريا في 2018، كما أن له استثمارات في كولومبيا.
اضف تعليقا