ترجمة – إبراهيم سمعان:
دخل لاعب الكراكيت الموهوب عمران خان عالم السياسة، بعد أن استطاع الفوز في الانتخابات التشريعية التي شهدتها باكستان، حيث إن فوز خان قلب موازين السياسة بهذا البلد الذي يعاني من الفوضى منذ عقود.
ووفقا لصحيفة “لوريون لوجور” الناطقة بالفرنسية فإن عمران خان الشخصية التي تتمتع بشهرة عالميا، والمعروف في جميع أنحاء البلاد قرر فجأة استثمار هذه الشهرة للوصول إلى عالم السياسة.
هذا التحول المدوي جاء على خلفية شعارات شعوبية وانتقادات غير رسمية للطبقة السياسية في البلاد، فهذا الرجل، الذي تزوج 3 مرات، يُكثر من إظهار التقوى والاعتدال، ومع بعض النجاح، هل يعني هذا أنه دونالد ترامب؟
ولد ترامب هذا في ولاية البنجاب، واسمه عمران خان وفاز في الانتخابات التشريعية التي جرت بباكستان، حيث إن قائد حزب الأغلبية في البرلمان أثارت مواقفه السياسية العديد من الجدل.
متحدر من عائلة ثرية، تلقى خان تعليمه في المملكة المتحدة، حيث التحق بجامعة أكسفورد المرموقة جداً ووجد نفسه على نفس مقاعد بينظير بوتو التي أصبح ابنها الآن خصماً سياسياً له، ومثل قرينه الأمريكي، فإن خان هو المنتج المحض للنخبة التي تعتبر اليوم مستنقع كل الآفات.
في بلد حيث الكريكيت هو الرياضة الأولى، ساهم دور نجم الفريق الوطني للفوز الباكستاني الوحيد بكأس العالم عام 1992 أن يكون بطلاً لشعب بأكمله، فهذا الشاب المتقاعد، يتعهد بأن يجعل أسطورته حية من خلال مضاعفة الأنشطة الخيرية بسرعة كبيرة.
في عام 1996، بدأ الهبوط إلى الساحة السياسية من خلال تأسيس حزبه، حركة الإنصاف الباكستانية، ومع ذلك، كان عليه الانتظار حتى عام 2013 ليحقق نجاحاً حقيقياً، في ظل خيبة الأمل من حزب الشعب الباكستاني من أدائه في السلطة.
استفاد عمران خان، 65 عاما ، بظهوره في دائرة الضوء، من خلال تشوه سمعة حزب الشعب الباكستاني، فوفقا لآلان لامبال، العميد والملحق العسكري الفرنسي السابق في الهند وباكستان، استفاد إلى درجة اعتباره البديل الوحيد الممكن لرئيس الوزراء نواز شريف المسجون حاليا بسبب قضايا فساد.
ويقول جيل بوقرات، الخبير في مؤسسة البحوث الاستراتيجية ومؤلف كتاب باكستان في 100 سؤال: “إنه وضع يسعى إلى الحفاظ عليه من خلال مضاعفة الوعود والشعارات، عمران خان يعد بـ “دولة الرفاهية الإسلامية، ومعالجة الفساد وجها لوجه”.
القومية المناهضة للغرب
هذا المرشح الذي كان مفضل من جانب الشباب والطبقة الوسطى والبشتون، أصله العرقي، يثير عددا من المخاوف والقلق، إذ يرى البعض صعوده علامة انقلاب من قبل الجيش الباكستاني، وهو جيش يمثل دولة حقيقية داخل الدولة.
ويوضح ألان لامبال “الجيش تصرف ضد نواز شريف الذي حاول استعادة السيطرة على السياسة الخارجية واستعادة السيطرة على أجهزة الاستخبارات”.
بالنسبة لليبراليين، الذين يشعرون بالقلق من النفوذ المتنامي للجنرالات في البلاد، فإن عمران خان هو المرشح المفضل للجيش الذي يريد إزالة أسرة شريف بشكل قاطع من السلطة.
في الواقع، بعض التوجهات السياسية لنجم الكريكيت السابق مصاغة على القطاعات العسكرية والمحافظة في المجتمع: القومية المناهضة للغرب، والثبات تجاه الهند والرضا تجاه طالبان الأفغانية، وهي مواقف متناقضة مع التزاماته.
لهذا السبب، بالنسبة لمارفن وينباوم، مدير الدراسات الباكستانية في معهد الشرق الأوسط: لا يعتقد أحد أنه لديه قناعات سياسية عميقة، خاصة فيما يتعلق بالشؤون الخارجية”.
الرجل الذي يلقب بـ “طالبان خان” من قبل معارضيه، هناك قلق أيضا بشأن تهاونه مع الإسلاميين، فمع من سيكون مستعدا للحكم، من حيث السياسة والأخلاق، وعلى غرار نظيره الأمريكي، يبدو أن عمران خان قلب بالفعل النظام السياسي الباكستاني.
اضف تعليقا