في ظل تصعيد غير مسبوق على كافة المستويات، اتهمت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، اليوم الخميس، حكومة الاحتلال بارتكاب جريمة حرب متمثلة باستخدام التجويع كأداة عسكرية ممنهجة ضد سكان قطاع غزة، مطالبةً المجتمع الدولي ومؤسسات العدالة الدولية بمحاسبة قادة الاحتلال على هذه الجريمة البشعة.
سلاح التجويع.. اعتراف رسمي
في بيانها، أكدت الحركة أن تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي أقرّ بأن منع إدخال المساعدات إلى غزة يُعد “أداة ضغط” على المقاومة، تمثّل إقرارًا علنيًا باستخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين، وهو ما يُصنّف قانونيًا كجريمة ضد الإنسانية.
كما دانت حماس تصريحات الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، الذي دعا بشكل فجّ إلى منع دخول “حتى غرام واحد” من المساعدات إلى القطاع، واعتبرتها دليلاً إضافيًا على نية الاحتلال مواصلة سياسة الإبادة الجماعية وفرض حصار خانق على أكثر من مليوني إنسان.
دعوة لمحاسبة دولية
وطالبت الحركة المحكمة الجنائية الدولية بسرعة اتخاذ خطوات ملموسة لملاحقة قادة الاحتلال وعلى رأسهم كاتس وبن غفير، معتبرة أن استمرار هذه الجرائم دون رد دولي واضح يشجع إسرائيل على المضي في سياساتها الوحشية ويُضعف هيبة القانون الدولي.
سيطرة على المساعدات.. وخطة للتجويع
من جانبه، حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من مخطط إسرائيلي للاستيلاء على المساعدات الإنسانية وتحويلها إلى أداة ابتزاز سياسي، مؤكدًا رفضه القاطع لأي محاولة لتجاوز القانون الدولي أو الالتفاف على الحياد الإنساني.
وأشار المكتب إلى أن الاحتلال يمنع إدخال المساعدات عبر المعابر منذ أكثر من 45 يومًا، في وقت يعاني فيه القطاع من أوضاع إنسانية كارثية تشمل:
-
انعدام الغذاء والدواء ومياه الشرب.
-
شلل شبه كامل في الخدمات الصحية.
-
آلاف العائلات دون مأوى في ظل الحصار والتدمير.
انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف
وأكد البيان أن هذه السياسات تمثل انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي الإنساني، وخاصة اتفاقيات جنيف التي تُحمّل قوة الاحتلال مسؤولية حماية المدنيين وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم.
الاحتلال الإسرائيلي لا يكتفي بتدمير البنية التحتية وقصف المدنيين، بل بات يستخدم “سلاح الجوع” كوسيلة مباشرة لإخضاع السكان وتركيعهم، في ظل تواطؤ دولي مريب وصمت رسمي مخزٍ من قِبل المؤسسات الأممية.
وبينما تتصاعد مؤشرات المجاعة وتنهار الأنظمة الصحية، تتجه إسرائيل نحو مرحلة أكثر خطورة من العدوان: تحويل المساعدات الإنسانية إلى ورقة ضغط سياسي، في خرق صارخ لكل الأعراف الدولية.
اقرأ أيضا: بكين وكوالالمبور تتحدان ضد التهجير: غزة أرض فلسطينية لا نقاش فيها
اضف تعليقا