في تطور أمني ـ سياسي يسلّط الضوء على الشرخ العميق داخل مؤسسات الأمن الإسرائيلية، كشفت وسائل إعلام عبرية عن اعتقال مسؤول رفيع في جهاز “الشاباك”، بتهمة تسريب وثيقة سرية للغاية تتعلق بتحقيق داخلي حول تسلل اليمين المتطرف إلى جهاز الشرطة، في فضيحة تهدد بإشعال صراع داخلي بين الأجهزة الأمنية والحكومة اليمينية المتطرفة.

 الوثيقة المسرّبة: “الكاهانية” في قلب جهاز الأمن

▪️ الوثيقة التي سُربت تحتوي على معلومات حول تحقيق داخلي أجراه الشاباك بشأن تغلغل أفراد وجماعات يمينية متطرفة (الكاهانية) في مراتب الشرطة الإسرائيلية.

▪️ المصطلح “كاهانية” يُستخدم للإشارة إلى أتباع الفكر العنصري والمتشدد الذي تبنّاه الحاخام الراحل مئير كهانا، وهو التيار الذي يُعدّ مرجعية فكرية لأحزاب يمينية متطرفة مثل “القوة اليهودية” التي يقودها بن غفير.

 المتّهم… والجهات المستفيدة من التسريب

▪️ المسؤول المعتقل (لم يُكشف اسمه) يُشتبه في تمريره الوثيقة إلى كل من:

– وزير شؤون الشتات أميخاي شيكلي

– الصحفي المعروف بقربه من اليمين المتطرف عميت سيغال (قناة 12)

– الصحفية شيريت كوهين أفيتان التي تسلمت أيضًا معلومات حول تصرفات الشاباك ليلة 7 أكتوبر 2023.

▪️ التسريب يتزامن مع صراع متصاعد بين رئيس الشاباك رونين بار والحكومة الحالية برئاسة نتنياهو، خاصة مع محاولة إقالته سابقًا بذريعة إخفاقات أمنية، قبل أن يُجمّد القرار بحكم قضائي.

 الانقسام السياسي يشعل الجدل

▪️ هيئة البث الإسرائيلية أكدت أن المحكمة مددت اعتقال المسؤول حتى الأربعاء، بينما قدم محاموه استئنافًا بحجة أن المعلومات المسرّبة “تخدم المصلحة العامة”.

▪️ وفي تحرّك سياسي لافت، خرقت عضوة الكنيست تالي غوتليب من حزب “الليكود” قرار حظر النشر، مستغلة الحصانة البرلمانية، ونشرت معلومات عن القضية على منصة “إكس”، معتبرة أن الأمر لا يمس الأمن القومي، بل يكشف تحيّز المستشارة القانونية لصالح رونين بار.

▪️ من جهته، دافع بن غفير – وزير الأمن القومي – عن المسؤول المسرب، قائلاً إن اعتقاله “امتداد لنهج الدولة العميقة”.

 ما وراء التسريب: حرب مؤسسات أم تفكك داخلي؟

▪️ هذه الحادثة تعكس تآكل الثقة داخل المنظومة الأمنية الإسرائيلية، التي لطالما اعتُبرت “خط الدفاع الأخير” في دولة الاحتلال.

▪️ الصراع لم يعد فقط بين الجيش واليمين، بل بات يمتد إلى أجهزة التجسس والتحقيق، وسط اتهامات بالتسييس، والتلاعب بالتحقيقات، والتستر على تغلغل أيديولوجي خطير في مراكز القرار الأمني.

اعتقال مسؤول في جهاز “الشاباك” لمجرد كشفه نمطًا خطيرًا من التغلغل اليميني داخل الشرطة، يكشف حجم التوتر داخل الدولة العبرية، ويؤكد أن الخطر الأكبر على إسرائيل اليوم ليس من الخارج، بل من داخل أجهزتها المنقسمة والمخترقة.

وبينما يحاول نتنياهو وبن غفير تطويق التحقيقات، يتحوّل “الشاباك” من أداة أمنية إلى ساحة صراع سياسي مكشوف، وسط انهيار ثقة داخلي يتزامن مع تآكل الجبهة الخارجية في ظل فشل الحرب على غزة.

اقرأ أيضا: الدول الإسلامية تلفظ إسرائيل.. المالديف تحظر دخول الإسرائيليين وتلتحق ببنغلاديش في مواجهة الإبادة