قالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية إن الحراك الشعبي والتظاهرات المناهضة للرئيس المصري “عبدالفتاح السيسي”، والتي بدأت منذ عدة أيام، بعد دعوات من الفنان المصري والمقاول “محمد علي”، حملت عدة مفاجآت أفرزت استنتاجات مهمة.
وأضافت “فورين بوليسي” في التحليل الذي نشرته، إن وقوع الاحتجاجات بحد ذاتها كانت مفاجأة، مشيرة إلى أن أول احتجاجات كبيرة ضد “السيسي” منذ توليه السلطة قامت في عام 2013، ولكن الكثير من المراقبين في مصر اعتقدوا أن الجنرال السابق قد أوقف اي احتمال لتنظيم احتجاجات ضده، بعد أن قاد قمعا غير عادي ضد زعماء المعارضة، من الليبراليين إلى الإسلاميين.
المفاجأة الثانية للاحتجاجات، حسب “فورين بوليسي”، كانت نوعية من تصدورا التظاهرات ودعوا إليها، إلى درجة أن الناشطين الذين قادوا الانتفاضة التي أطاحت بـ”حسني مبارك” عام 2011 نظروا بشكل مريب إلى هذه الجولة من المظاهرات، حيث تمكن المصريون من اختراق جدار الصمت بفضل جهود شخص منفي (الفنان والمقاول محمد علي)، لم يكن من المعتقد من قبل أنه فاعل سياسي على الإطلاق، وتعارضه الآن النخب الحكومية والليبرالية على حد سواء.
وقال التحليل إن الاحتجاجات بدأت بسلسلة من الفيديوهات التي نشرها شخص يدعى “محمد علي”، وهو ممثل مصري يبلغ من العمر 45 عاماً، وربح ثروة من العمل كمقاول عسكري، ويعيش الآن في إسبانيا.
وأشار التقرير إلى أن “علي”، وفقا لمقاطع الفيديو، كان يتحدث مباشرة إلى الكاميرا في بيئة غير رسمية وهو يدخن السجائر وأزرار قميصه مفتوحة، وكان موضوعه العام هو أفعال نظام “السيسي” ضد الشعب المصري، كما تحدث عن خضوع النظام المصري للسعودية، ولكن موضوعه الرئيسي هو فساد الحكومة، بما في ذلك سوء استخدام “السيسي” للأموال العامة لصالح أسرته وأصدقائه من خلال الجيش، بحسب ما ترجمته “القدس العربي”.
والأهم، بحسب “فورين بوليسي”، كانت الطريقة التي تحدث بها “علي”، حيث تحدث وكأنه شخصية قادمة من الريف أو المناطق الشعبية، وقال إنه عمل كمقاول للجيش منذ 15 عاماً، مع اعترافات بأن ثروته الباهظة كانت نتاج نظام فاسد وليس بسبب عمل شاق، حيث كانت تأتيه العقود دون تقديم عطاءات، مقابل الولاء.
ونقل التقرير عن مواطنين مصريين (لم يسمهم) قولهم إن “علي” يتحدث مثل رجل الشارع العادي ومن قاع المجتمع، ومن جيل جديد غير مرتبط بالقادة التقليديين، وكما قالت امرأة مصرية: “إنه يشبهنا، يلعن الرئيس بطريقة نتمناها جميعاً”.
واعتبر التقرير، في الختام، أن الاحتجاجات أنشأت خطا جديدا للمقاومة ضد “السيسي” أخذ طابعا شعبويا أكثر منه نخبويا، حتى وإن لم تتحول حاليا إلى انتفاضة كاملة.
اضف تعليقا