أصدرت محكمة سعودية حكماً بسجن ناشطة على مواقع التواصل الإجتماعي تدعى نوارة القحطاني من قبيلة قحطان، التي تنحدر من وسط وجنوب المملكة بالسجن 45 عاماً، بتهمة أنها تستخدم شبكة الإنترنت لتمزيق النسيج الاجتماعي في انتهاك القواعد التي يقرها النظام.
وعلى الرغم من جور النظام في أحكامه التعسفية، إلا أن بعض من شباب قبيلة قحطان حاولوا التعبير عن غضبهم جراء الحكم الظالم، التي تعرضت له نوارة عن طريق ” شيلة قحطان“.
والشيلة هي فن مستحدث استخدمته النظام من قبل على الرغم من حداثة وجوده في المملكة العربية السعودية وانتقاد الأوساط الفنية، لهذا النوع من الفن والبعض ذهب إلى أنه يحمل بعض الإيجابيات فما هو هذا الفن بالتحديد؟! وما هي الانتقادات التي وجهت له وكيف استخدمه النظام من قبل؟! وهل يصبح أداة في يد الشعب السعودي لمحاربة ظلم النظام؟!.
بعد صدور الحكم على نورة القحطاني قام عدد من شباب قبيلة قحطان بنشر شيلة "قحطان دولة" في وسائل التواصل بشكل واسع ردا على الحكم الظالم عليها،
هل تتحمل قبيلة قحطان مسؤولية الكلام الذي جاء في الشيلة من خلال الفزعة لابنتهم نورة؟ pic.twitter.com/lURJYts3cM
— مجتهد (@mujtahidd) September 5, 2022
الشيلة
بعد تأسيس المملكة العربية السعودية عام 1932، أصبح لكل منطقة فن شعبي خاص في نجد وما حولها كان هناك فن يسمى السامري، أما الحجاز كان هناك فلكلور شعبي يسمى المزمار، أما في الجنوب فقد انتشر فن يسمى الخطوة وفي الشمال انتشرت العرضة والدحة التي كانت أشهر الفنون في ذلك الوقت.
وفي أربعينات القرن الماضي بدأت تتشكل ملامح الفن السعودي عن طريق أحد العسكر، ويدعي ” طارق عبد الحكيم” وكان برتبة “يوزباشي”، فقرر وزير الدفاع وقتها الأمير منصور بن عبد العزيز إرساله إلى مصر لتعلم أساسيات الفن.
وبعد عودته في الخمسينيات بدأت تخرج للجمهور أصوات جديدة كطلال مداح، ثم في الستينات ظهر محمد عبده، ولحقه أشهر المغنين أمثال راشد الماجد ورابح صقر في أواخر السبعينات.
واستمر هؤلاء في تصدر الشاشة الفنية في المملكة حتى التسعينات، عندما بدأت تظهر الأغنية الجديدة السريعة وقد حاول بعض مشاهير الغناء في مجاراتها، مثل طلال مداح، وقد قوبل بوابل من الانتقادات لأنها تخرج عن المألوف لدى الجمهور السعودي.
وبين عامي 2005 – 2009 ظهر فن جديد يدعى الشيلة، وهو عبارة عن مزيج من أشعار الماضي التي تحمل المديح والفخر لدى كل قبيلة، لكنها لا تلقى كما يلقى الشعر بل إنها تغنى مثل الأغنية وبشكل سريع مواكباً للعصر.
وقد قوبلت أيضاً بانتقادات واسعة في المملكة إلا أنه في تلك الأونة ظهرت بعض الفئات تدافع عنها، حيث اعتبرها المنتقدين فن دخيل على السعودية فيما اعتبرها المدافعين أنها ترجع الشباب إلى التراث وأشعار الماضي وتعلي لديهم نزعة الانتماء.
أداة النظام أم الشعب؟!
ظلت “الشيلة” محل خلاف في الأوساط الفنية حتى فرضت وجودها بشكل كبير في المجتمع السعودي، ولذلك لجأت السلطات السعودية إلى استخدامها في عاصفة الحزم منذ 7 أعوام من أجل تحفيز الجنود.
واليوم عبر أبناء قبيلة قحطان عن غضبهم بسبب الحكم الظالم على نوارة القحطاني مستخدمين أبيات للفخر وللعزة لقبيلتهم عن طريق نفس الفن، وبطريقة سهلة وسريعة في وصولها للجمهور السعودي خاصة الشباب منهم.
الخلاصة ان الشيلة فن فرض نفسه على أرض الواقع وقد استخدمته السلطات للتسويق لأحد مواقفها، والآن أبناء الشعب بدأو يستخدمونها للتعبير عن الظلم الذي يتعرض له السعوديون في عصر سلمان وابنه.. فهل يستخدم الشعب هذه الأدوات للوقوف في وجه الظلم؟!.
اقرأ أيضاً : كيف رفعت السعودية من وتيرة القمع بعد زيارة بايدن للرياض؟!
اضف تعليقا