أثناء التحضير له، واجه صناع الفيلم الوثائقي “المنشق”، الذي يؤرخ لقصة حياة ومقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، العديد من العراقيل والعقبات التي اتضح لاحقاً أنها من صُنع المملكة العربية السعودية كي تعوق عملية إصداره لاحتوائه على أسرار وخبايا تفضح تورط سلطات المملكة في جريمة الاغتيال الوحشية.

مخرج الفيلم برايان فوغل، كان في فترة من الفترات من أفضل مخرجي العالم، وفاز بالأوسكار عن فيلم روائي طويل عُرض على نتفلكس وحصد العديد من الجوائز، وحظي بإشادة عالمية من صناع السينما.

لكن عندما تحول فوغل إلى فيلم “المنشق”، وهو فيلمه الوثائقي الاستقصائي عن القتل الوحشي للصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، انفض الجميع من حوله وفشل في الحصول حتى على الدعم المالي اللازم لإتمام الفيلم.

قال فوغل أن المنتجين كانوا يردون “أوه، ستقف ضد السعوديين؟” حين كان يلجأ إليهم لتمويل الفيلم، لذلك أنفق مئات الآلاف من الدولارات من أمواله الخاصة ومضى أكثر من عام في تركيا ليكسب ثقة المصادر التي اعتمد عليها في فيلمه، بما فيهم خديجة جنكيز- خطيبة الراحل جمال خاشقجي.

بعد فترة، تمكن فوغل من الحصول على تمويل من إحدى منظمات حقوق الإنسان لإكمال الفيلم، ثم قوبل فيلم “المنشق” بترحيب كبير في مهرجان صندانس 2020 مع جمهور من بينهم الرئيس التنفيذي لشركة Netflix ريد هاستينغز نفسه.

لكن في الأسابيع التي أعقبت العرض، وعلى عكس المتوقع، لم يتلق فوغل عروضاً لشراء الفيلم لعرضه.

يقول فوغل: “لم نتلق حتى عرض واحد من أي موزع”، وأعزى ذلك إلى العلاقات التجارية الواسعة بين الشركات الأمريكية والمملكة العربية السعودية، حيث تضخ السعودية الكثير من الأموال للحفاظ على سمعتها في الخارج، وتستثمر بكثافة في شركات التكنولوجيا والإعلام والترفيه الأمريكية، التي تمتلك حصصًا في Facebook و Disney و Live Nation والعديد من الشركات الأخرى؛ كما أنها تدعم صندوق الرؤية التابع لشركة SoftBank .

بالرغم من ذلك، لا يزال فيلم “المنشق” قادراً على إحداث تأثير كبير: بعد أن قام أعضاء من إدارة بايدن بالاطلاع عليه، رفعت الحكومة الأمريكية السرية عن تقرير استخباراتي كشف عن النتائج التي خلص إليها والتي تقول بأن ولي عهد المملكة، محمد بن سلمان آل سعود، وافق بشكل مباشر على مقتل خاشقجي.

وكنتيجة لذلك التقرير، وبالرغم من عدم توقيع أي عقوبات على محمد بن سلمان، أصدرت الولايات المتحدة قراراً بحظر إصدار تأشيرات دخول الأشخاص السعوديون المتورطون في الأمر.

لكن فوغل لا يزال يشعر بخيبة أمل لأن بايدن توقف عن معاقبة محمد بن سلمان نفسه، حيث علق على ذلك قائلاً “تركته يذهب… تقول حسناً لقد ارتكبت ذلك. . . لكنني لن أعاقبك لأن لدينا الكثير من الأعمال التي يتعين علينا القيام بها سوياً، والكثير من الأسلحة لبيعها لك”.

لم ييأس فوغل، وأتاح الحصول على الفيلم عند الطلب عبر منصات مثل: iTunes و Prime Video. يقول فوغل “ذهبت إلى هناك وخاطرت بحياتي أنا وكل من ساعدني في صنع هذا الفيلم للحصول على الحقيقة… نعلم أن العالم يريد مشاهدته”.

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا